الفاء ,,,يا رنة الناي

كالحلم تقطرين أنوثة
وتبرقين براعم عشق بعاطفة الليلكي
كالجوري المشتعل بالبياض
يصعد على تلال ذاكرةٍ
لا تشبه أحدا غيرك
كجذر الزغب الكوني الأول المفعم بالطيب
وحنين طفل الأبجديات
إليك أجئ
لأطوي أربعين شتاءاً
في ربيع اسمك
يا روح الموجة تقتحم ألم الزهر
يا صدر بحيرات تشرع الرمل

يا حنكة زيتون يحترف الانتماء وقلبي


إليك من الشغف أتيت
شراعي شفق الحنون الأول
مجاديفي حروف النار
من جذوة الوطن يا رئة العمر
أتلمس أهداب العشق الراكض في جذع الورد
يداك
تحتضنان اللغة المنسدلة من قمح الضوء

تجاهر بالتفاح وتبذره في حقل الصبح

شفتاك
تبني زمنا و لد بمأدبة الشمس
تزاوج خلوة الباب المغلق حتى النصف
وتنتظر هدهد اللحن المجازف بنعناع الليل
وقباب
ترسو في تأتأة السهل الساحلي وتبني معبدا
وتشهق في إيقاع الأهات إلى أبعد ما تعني اللغة الفصحى

وجنات

تؤثث بيتا فوق تراتيل البرتقال
والحلم الغائر في الصلوات كقبيلة نرجس
أصابع قمح تسرق مجسات الصوت
ورنات الهاتف من بعد
تبتكر المجهول
لا تهتم كثيراً بتفاصيل الجنز
وتمعن في استفزاز الايونات في قلب الرمان
يا العمر
يا النهر المكتظ بموج الريحان
يا القابعة في غصن النورس كبرعم لوز
تعالي امنحيني شهق أيامك
ومواويل صباك الممزوجة بالياسمين

كحلم نوارس تحتضن الساحل
كزفرة فيروز أعشق مطلعك

يا رنة الناي
يا مخزن المطر المقدس فجري الآن طوفان رعودك
مطرا منهمراً من رجفة عودك
من حبال البرق سنغزل خامس أوتارك
من وحي إشعارك قطرة عشقِ
بالحرف سفر الرجوع إمطارك
لنبي بيتنا من ذات الكلام
ونجمع خارطة الوطن تشرب من قهوة دارك


نخبك
نرفعه بين مجرات الشعر جسور
ونرقص
نرسم سيلا من الأحلام
مرايانا
نغزلها على متن الغيم صغار نسور
ونبحر في حقول النجم
في أفلاك القمح سنبقى ندور
ونسمع ألحان بلابل الحقل


والجورة في البيت القبلي وهي تخيّط أزهار الصبح
على إيقاع أطراف أصابعنا ونغرق في التيه
كخد التين

نستمع لأنين صنوبرة وصغار الطير
يشقان صدر النعناع
ويتحرقان إلى شد الضمة قبل لهاث الأقحوان

وننام
على صدر المتسلق أسوار الرغبة
معادلة الرعشات المضمخة بالآه
في رجفة صوتك
أو صوتي
أو صوتنا الغارق في بحر الأحلام
ينعم بذاكرة الدفيء وخاصرة الأيام
والفاء فداه