نقش


ألم وحرقة...قال العارف في كنه حمرة اصابت عيونها، نقش امرأة كنعانية الطلعة على مسطبة بئر إلى الجنوب من الزاوية، وبقايا دولاب هوائي بدا وكأنه تشكل من كيمياء خارج جدول المادة المعروف، لن يستطيع أحد أن يخضعه للمعادلات المتعلقة بالتفاعل المخبري، ولا للتكوينات التي تغلف المكان المشبع بالضجيج. 

عندما حاول تفحص عيونها، لم تحرك ساكنا، ولم يرف لها جفن، ظلت تحملق في فوهة البئر بعينين خشبيتين، لحظتها توقف الزمان، او كأنما عادت الأرض بكرا، مراهقة غضة،شابة لم تتيبس روحها، لا المعنى اسعفه عندها ولا المادة نفسها.

 هي.. كما هي، دافعت عن تفاعل المادة التي تحملها بدواخلها، قالت كلمات تهشمت حروفها مثل توابيت الكلام، اشاحت بوجهها قليلا وهي تحاول الهروب نحو طبيعة تنتفض مثلها،فما زالت تستشعر الندى على ورق التين المرقط بالحليب وتجتاحها شهوة الثمرة المحرمة ممزوجة ببعض قلق وارتباك، تمتمت بشفتين مرتجفتين واشارات ممزوجة بما يشبه لحنا خرافي المقام، لم تستطع ضبط ايقاعه، لامست أصابعها في لحظة مظلمة، مغاليقها حالت دون فك المعادلة، غير أنها كانت تخبو كجذوة في آخر الموقد واختفى صوتها.