النجمة السداسية الذي يعود زمن استخدامه للدّلالة على عملية التخصيب هذه إلى زمن أقدم بآلاف السنين من ظهور اليهود على مسرح التاريخ و من ثم تبنيهم له كرمز لدولة إسرائيل مع نشؤ الحركة الصهيونية لاحقاً في أوروبا في القرن الثامن عشر 18 الميلادي عوضاً عن رمز الشمعدان اليهودي (شجرة الأنوار البابلية / مهرجان النّور / أنوار شجرة عيد الميلاد). و أصل هذه النجمة معروف لدى التّاريخيين و المُختَصِّين بالآثار على أنّه يعود أصلاً إلى الحضارة السّومريّة، فقد عُثِرَ على لوح طيني سومري عمره أكثر من ستة 6 آلاف عام يحمل نقشها بوضوح (النّقش موجود حالياً بمتحف برلين في ألمانيا) لكن يسود الإعتقاد بأنه كان يرمز عندهم إلى علوم السّحر و الفلك و إلى كواكب المجموعة الشمسيّة التي تُحيط بالكوكب الضّائع (كوكب نيبور)، هذه العلوم اللتي أصبحت محظورة على عامّة الناس في المرحلة التي تلت تلك الحضارات و الدّيانات الوثنيّة في زمن نشؤ و تكون الأديان الشرق أوسطية خاصةً الدّيانتين اليهوديّة و المسيحيّة. لكن من أقدم ما وصَلَ إلينا من الديانات الوثنيّة لهذه الحضارات القديمة التي أتت بعد الحضارة السّومريّة، أي عند البابليين و الآشوريين و الأموريين / العموريين و الكنعانيين أنّ هذه النّجمة 

* د. سام مايكلز Dr. Sam Michaels
للذين يجهلون حقيقة النجمة السداسية و يعتقدون أنها رمز صهيوني و يمقتونها و يكرهونها لان اليه الصهاينة اتخذوا منها شعاراً لدولتهم الغاصبة نقول لهم: أن الصهاينة سطوا على هذا الرمز من الديانة اليهودية المنبثقة مباشرةً من الديانة البوذية و التي تلعب فيها هذه النجمة دوراً أساسياً في الترميز إلى الحكمة / حكمة بوذا، و قد رأى فيها أعضاء الحركة الصهيونية مدخلاً مثالياً لادّعاء أحقيتهم في جنوب بلاد الشام / فلسطين، حيث كان هدفهم تكوين دولة دينية تتبنّى هذا الرمز. و قد استخدمها اليهود في مجموعة الدفاع عن مدينة براغ عندما كانت جزءاً من امبراطورية النّمسا عندما هاجمتها دولة السويد في عام 1,648 م، ثم اختارتها الحركة الصهيونية في عام 1,879 م رمزاً لها باقتراح من ثيودور هرتزل في أول مؤتمر صهيوني عُقِدَ في مدينة بازل باتخاذها شعاراً للصهيونية و رمزاً للدولة اليهودية مُستقبلاً
تاريخياً بدأت النجمة السداسية كقرص شمس، و كان رمز عبادة عند السومريين ثم استعملها البابليون من بعدهم، ثم وجدت في مُعظم الحضارات التي تلتها، حيث نراها في حضارة أوغاريت و باقي ممالك الكنعانيين الفينيقيين و العبرانيين و أيضاً عند قُدماء المصريين. إذاً النجمة السداسية كانت موجودة عند كل هذه الحضارات القديمة منذ آلاف السنيين قبل أن يتّخذها الصهاينة في القرون الوسطى شعاراً لحركتهم و دولتهم (إسرائيل) فيما بعد!!! و هي من أكثر الرموز السوراقية الكنعانية و الكمتية فلسفةً و روحانية. النجمة السداسية المؤلفة من مثلثين متقاطعين، الأول قاعدته إلى الأعلى و رأسه إلى الأسفل يُمثّل السعي الإلهي للحلول في البشر، أما المثلث الآخر فمُتَصالِب معه قاعدته إلى الأسفل و رأسه إلى الأعلى و هو يُمثّل سعي البشر للفناء في الإلهي و تقاطعهما هو المُخَلِّص أو الفادي أو المسّايا المسيح / يشوع - يسوع / محمد المُختار المُصطفى / الصّادق الأمين / المحمود الصفات / إمام الزّمان / المُهدِي المنتظر و هي جميعها صفات للإله البعل العلي العالي / أدد-هدد-حدد / دو مو سين-دوموزي-تمّوز / أدون-أدوناي-أدونيس / أوزيريس-حوروس و غيرهم. و هي تُشاهَد بكثرة في البيوت و الكنائس و جدران المعابد في دمشق القديمة و باقي مدن العراق و سوريا و على امتداد ساحل شرق المتوسط (سوريا-لبنان-فلسطين) حيث نقشت فيها النجمة السداسية … هذه النجمة تمتلك حضوراً فنيا و فلسفياً راقياً في الحضارة السوراقية و الكمتية العريقة و هي تظهر جليةً في فن الزّخرفة الإسلامية و بشكل خاص في أيام العباسيين و أيضاً الفاطميين الذين أطلقوا عليها إسم “نجمة الحِكمة” (إسمها و مدلولها البوذي-اليهودي الأصلي) لما تحمله من دلالات فلسفية عميقة. في حضارة أوغاريت كان المثلث الذي رأسه للأسفل رمز الأنوثة أما المثلث الذي رأسه للأعلى فكان رمز الذكورة و بتداخل المثلثين تولد الحياة! و قد عثر الباحثون على نجمة الحِكمة هذه في العديد من التُّحَف الفنيّة الأثرية و الأبنية و المواقع الأثرية نذكر منها:
1. ختم بابلي تظهر به نجمة عشتار يعود لمُنتصف الألفية الثانية ق.م.
7. عملة من عهد صلاح الدين الأيوبي تُظهِر على الوجهين النجمة السداسية
* إحدى الصّور المُرفقة تُظهِر أقدم ذِكر للنجمة السداسيّة في التاريخ على لوح أو رقم طيني سومري، أمّا الحضارات التي تلتها و الأديان التي تعاقبت بعد الديانة الوثنيّة السومريّة فقد تفنّنت في تغيير أصل المضمون و هذا معروف لدى المُتابعين للشعوب و اقتباسهم من مُعتقدات الحضارات التي سبقتهم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ارحب بردودكم