إياك لو حاولت اجتياز السياج، أو تمتطي صهوة الحرف كفارس، فلا تعبر على متن القصيدة حافياً، فهي تعج بشظايا كالزجاج، قبل ثوان سقطت من بين أصابعي بعض أفكاري، وتهشمت مرآة روحي.
نظرت صباحاً في المرآة، كرهت ذلك الكائن الغريب، وقد توهجت روحه الغريبة قبل أن تشيخ، تلك الروح التي تقلقنا وترافقنا عقوداً، بل آلاف السنين، ونحن ننتظر.
سحر المرايا* كان دائما منذ أن اكتشفها بورخيس وأتباعه وبحثهم الطويل عن الخلود بذاتهم لا بالتكاثر، وما زالت المكتبات تعج بالكتب والمخطوطات في انتظار ضحية أخرى.
اكتشفت أن تفكيري هو أكثر عمقا مما كان ، وأتمنى أن يستمر كذلك في النمو، هي مرحلة مرت، حياة كأنها نهر من الفضة، محال أن يغير مجراه، أما المرآة فنعم، فهي تعيدنا بل تؤخرنا إلى ركام وجودنا.
ما أغرب حياتنا!! في بعض الأحيان لا تعدو كونها لحظات موت، أو معاناة، أو حتى أجزاء من السعادة. وبصرف النظر عن كينونتها تتراءى لي كما بالون من الدخان ومع مرور الوقت يتدفق الحزن ، تضحك النسور لنظراتنا الجامدة وما ينتظرنا من خوف ، بعد سرابنا الذي نعيش ورحلة حياتنا المملة.
قال أحدهم ذات مرة، الحياة حلم، وأود أن أضيف: ما الحياة إلا صورة بسيطة، مقلوبة رأسا على عقب تظهرها مرآتنا الداخلية، وهي كما لو كان الواقع خلاف ما يعكسه السطح الفضي لبحيرة هادئة تلتقط صورنا؟
----------------------------------------------------------------------------------
يقول بورخيس: "المرايا والجماع أمران مقيتان لأنهما يضاعفان عدد الرجال"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ارحب بردودكم