ستخبرني نفسي حين اموت..فقد كانت قبل سقوطي على راسي للمرة الأولى حيث ولدت..بكيت بكاء شديد، واذ راودتني نفسي ان اعود الى رحم امي..وددت لو استطيع ان اشتم من التف حولي وابكي..كنت شبيها بجدي..قالت جدتي ومن ثم قبلتني.
ماذا قال الزمان في وقد مر طيفه عابرا مسرعا كما غيمة عنود على صحراء قلبي دون ان يمنحني المطر..اذن هي غياهب المستحيل ايها الغائب ملئ الحضور ملحا على الجرح فلا ماء قراحا ولا انت القدر.
على محطات الاماني اقف وقد طال الانتظار، ولم تتفتق رذاذات ماء تفجر من صخر اصم بين اصابع طفل صار نبيا..وانا كينونة خلقت من طين الجزيرة ملحي وصبار عمري، على هيئة جدي خلقت وليس ابي..اذن اين كفي واين الصور.
ابحر في جداول من كلام..ونسيم الطف من فراشات تدور على زهر لوز في بستان جدي اذا ما غادرته عصافير المواسم على صفحات الغمام، لتنقش اسطورة عشيقين تمردا على القبيلة من قديم الزمان، قالت جدتي ثم قلبتني
اه قلبتني..ولولا بكائي المصطنع كانت ضربتي..وكانت علامات الحياة واصابعها الرفيعة على شفا حفرة تحت ظهري..رددت اهازيج طير ينام ..ذبحت زوج حمام..نمت على المذبح ونامت في سلام..رايت عجائبا في المنام..وسربا مجلجلا من حمام ، وطرت بعيدا بعيدا صاعدا نحو نفسي وشيئا يشابه ظلي فنام.
ما زلت ابحث في لحن الخواطر المنساب من السماوات حلما وعبقا من الورد يكبر ابداع النسيم وزرقة صفحات الماء تعانق انعكاسات وجهي بعيدا في الأخاديد كرائحة الند والعود المحروق وبخور جدي..كم اشبه جدي..قلت، وقبلت نفسي.
اسير الكلام ابقى، يحركني صمت الخيال..اهيم على وجهي في الظلال..سكونه حتى انبلاج الظلام على خط ناي..هنالك فوق هامات القصائد، شموخ النخيل على تلة تعنانق بحر الجليل وخيلاء خيل العروبة على راحيتيها حملتني جدتي قرصا كما شمس الاصيل. ..اه كم تشبه جدك،ذرفت لي دمعتين، ومن ثم قبلتني.
طارق موقدي
فورت دي فرانس
حزيران 2008
-----------------------------------------------
يتجدد جدي
ابيض ازرق
يزهر في الحقل
وعناقيد اخر الظل
تين مزيت
لا ينضج الا نهاية المواسم
عدد الاصابع او قد يزيد حبتين
ابيض وقليل من التراب
تناثر بتفاصيل مذهله
على جذعه كانت تقاسم انثربولوجيا الزيتون
رومية التضاريس
كذلك مر من هنا
قسيسين وحواريين
في الخلة الشرقية لقلبي
تعانق جلجال مع العشيقة التاسعه والتسعون
ترك قميصا وبقايا نبيذ ابيض على حجر
نبت النرجس في شق الصخر بعد الف الا خمسون عام
ورست هناك قالت جدتي : لقد بعت قلادتي واشتريت له قوسا
اول ما صاد كان قلبي...
وترأى لي راعفا..كان ينزف بلا انقطاع
لم يكن في صحن الدار غير بعض نسوة تحلقن على اناء
مخضبات اليدين...كن يعجن الزهر الارجواني مع الحناء
فالقادم كان عريسا (انا) هكذ بالبضط جئت، بين قوسين
صارخا مفزعا مجونيا بجنون... شرها كما تفاحة ابي
كم تشبه جدك (الملعون) مداعبة قالتها
ولم تنفك الا وقبلتني
----------------------------------------
للجد يتجدد هذا الصباح
احبه لجدلية السؤال
من كان؟
كيف كان؟
اين هو...واين كان؟
مفتول العضلات؟؟
اشقرا...اسمرا؟؟
ثلاث وثلاثون ربيعا
بعمر المسيح غاب
ثلاث ارمل
ثلاث ليالي
تحترق الموقده
لم تستوي حبالي الصوتيه بعد الم المقصله
سيبقى السؤال يراود مكانه على المطحنه
من كان؟؟
قالت كم تشبه جدك
اهو انا؟؟
--------------------------------------
ات
من الاعماق
حصانه داكنا
مسرعا في سهل راس العين
يسابق الريح
ملتصقا بالجواد
انحنى عليه كجواد
حنو الوريد على الوريد
قمبازه الروزا
وكوفية مرقطة تتراقص اطرافها مع الريح
كلما شد بركبتيه على الحصان
ارتفعت معه في قفزات محدثة صفير
تفر من بين قدميه الفراري وتقفز الارانب البريه بانصاف دوائر
على ضفة نهر العواجا صوب بندقيته بين اذني الحصان
تمام عند افتراق الراس والجديلة
كان الانكليزي يعلك الارض ويمضغ تراب ملبس
ويلقمه بفمي اليهودي
طلقة...طلقه
هي هكذا كان اسمها
كان جدي
وكان الرجال
سبعة اظلهم الله بظله
والشمس على ارتفاع رجل قصير
هو انت؟؟ جاء السؤال
تعال ...تعال
فصعد الى الله
انا كذلك لم اره
لكنه جدي الحبيب
قالت لي جدتي
بعت قلادتي
واشتريت له بندقيه
كان فقيرا
لكنه يحب فلسطين
اسقطت على وجنتي دمعتين
وقبلتني
-------------------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ارحب بردودكم