اوقفت حاسوبي..واغلقت الهاتف المحمول منه، والثابت
كان مفصولا ليلة البارحة وحملت اشلائي، ودفتري الصغير، مع قلم رديء الصناعه
وخرقة رثة من القماش...وباعدت الخطى صبيحة اليوم
مسرعا باتجاه البحر.
كانت الرمال ما زالت على عذريتها..كما الليلة الماضيه.
لم يترك المد القمري لعناق العشاق وتدحرجهم على الشاطيء اي اثر....
ففي كل ليلة يطوي البحر صحيفته المائية ليولد من جديد.
بريق شراع قادم من العمق بعيد.......
كأن اللانهاية هناك اجتمعت بكل دقائقها
وعند الشاطيء تنحسر اليابسة معلنة نهاية الطريق
على الحد الفاصل بين اليابسة والماء اقف
فانا انتمي لاثنيهما (طين وماء)
لكني انحيازي المطلق لمياهي الاقليمية، لانها باختصار كريات دمي الحمراء.
كنت على البحر، واشرب قهوتي الان اذ عدت الى مخدعي...
ترى لو كنت كذلك وقتئذ...؟؟؟
هل تلتقي بعض كرياتي الحمراء مع الابيض من كرياتها..
رغم اختلاف البحار...وانحسارها
ورغم تعدد الاسماء والاسماك وانواعها
لا شك تراودني كراتها البيضاء عن نفسها
كذاك دمي..فصيلة دمها
لها وللبحر عشقي.
بعض عيدان طفت عن قدامي
التقطت واحدا وحفرت في الرمل المبتل حرفا
قبل ان ارفع العود كانت الموجة الثانية قبل الخليقة
قد بداءت، جاءت مهرولت متعبه
ولقت بنفسها عند قدامي كذلك.
اعدت كتابة الحرف بسرعة فائقه
هذه المرة تاخر الموج
فقد شاهدت عناق موجتان
نتيجة العناق كانت مذهله
زبد ابيض ابيض ابيض
تلاشى في موجة ثالثه
اعدت حساب الثواني
بين الدرجات هبوطا مرة
ومرتين ارتفاع........
دبكة بحرية الخصائص والطباع
لحن يقود فريقا لا متناهيا من العازفين
ما اروع الايقاع.
لم يدق هاتفي المحول
لكن قلبي المحمول دق
اقسمت انها كانت تراودني في المنام عن نفسها
قالت لي موجة مهيضة الجناح
عطفا بها، مسكينة حبيبتك البعيده
الا سمحت ولو مرة لطيفك ان يعانق طيفها
حملت بعض اشلائي وتركت دفتري للموجة الصغيرة
وعدت مهرولا الى السرير بدون قلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ارحب بردودكم