لا تجرحيني بالسؤال


مدي جفونك
لكي أهرب من قلقي
وأدخُلَ في مدارات الحقيقة
ولو دقيقة
بأنك أنت وليس غيرك
من رتب الكواكب في مجرتي
لأرصفَ الطريق إلى أحضانَكِ
الغافية على امتدادِ الشاطيء
كما لو كنت أنت صاحبة الطريقة
- دمعي –دمعك
وأبحثَ عن وميضٍ حائرٍ
لهُ شكلُ النهار الحر
قد كنت أدركُ أنَّ انتماءَكِ مشكلة،
قد يفصم العروة الوثقى
ولن يعودُ إلى الفصول الأربعة
ولا الفضول
ولا الحب الخجول
وأنَّ دمي لا ينتمي إلى عنَبِ الكروم
لقد آنَ الأوان
أنْ أقاسمَكِ اللغاتْ
وأرتق وجهَ الشمسِ
من جرحِ القبلات البريئة
هذا نداء
فانتبهي لقصيدتي التي ..
بعثرها صَخَبُ الخريف
خطأ المطابع
لزهرةٍ ماتَتْ فوق الرصيف
على صدرِ الكفيفْ ..
لونانِ كانَا اليوم والأمسِ
فلا تشردي الألوانَ باللمسِ
كوني كما أنت
وابقي مع الشمسِ
وعدّي على أصابعِكِ الخمس
الساعاتِ لنا نحن.. الأيامَ
خذي السّحابَ من قلبي
لأخيطَ لكِ فستان الزّفاف
فاقتربي
لامسي كبدي
فيمتّدُّ إليكِ الجليل
واتركي في الليلِ وجهَكِ
لينام في عيني
كما ينامُ المهرُ في شجن الصهيل
تعالي نقتبسُ الصلّوات الخمس ..
من وجه الأصيلْ ..
وننتحلُ أصواتَ البلابل
على متن القصائد
كي نموت في صالة العشقِ
لنخترق الجهاتْ الأربعة
حضري شفتي لِقبلَتِكِ ألاولى
وامزجيها بالنبيذ وإن كان قليل
إلق على تلالِ اللّوزِ عينيكِ
لأنسخ ألوانَ الحقول
إن ترحلي
فالقلبُ يمنحُكِ المرايا مرتين
ورسم الزويا مرة
وتذكرةَ الدّخولْ
وتوقفي وفكري مليء الجفون،
قبل أن أحملَ في كفّي الضّفائر
وأفتح أسرارَ الدفاترْ
أنتِ عاشقَتي وليس غيرك
وأنا لست مقامر
لك الأرض فافترشي عيوني
ونامي في جفوني
أنتِ المساحاتُ
والمتاهاتُ ..
تعالي نطاردُ خطوَ الفراشاتِ
ونلاحق الصّوتَ المسافرْ
كلُّ اللغاتِ التي عرفت
وتعرفينْ
أنَّ البحرَ يشبهني
اعقاب البنادق
وأكفانَ الزنابقْ
فاقتربي الآنَ
اقتربي
حاصري شفتي
إذا اشتد النهار
واحضني وجهي
إذا ما استوت في الكرمُ الثّمارْ
هاأنا اخترقت فيكِ
كلَّ أشكالِ الحصارْ
لا تجرحيني .. لا تحرجيني
بدمع النوى
فأنا أحملُ اليك الهوى
وأشعارا تزغردُ للنهارْ
لكي نستعيد الطّفولةَ ..
من بداياتِ السؤال
فلا تسأليني
أخافُ أنْ يُنهيَ أحلامنا
- السؤال -