تحليق


قال الشاعر الصوفى فريد الدين العطار
أغمض عينيك ثم افتحها
و تلاش و تلاش ثم تلاش
فى تلك الحالة الثانية
ثم امض قدما
فقد تاتى لك
ان تصل الى عالم التلاشى
فراغ لا نهائي


هو حوار في البعد الرابع حلقت به ذات مساء
في رحلة صوفية مع النصف المضيء من نفسي

من السهل ان تبدء المرأة رحلة ...ومن الصعب ان تنهيها !!
.
.
.
هنا لا تدرك الخط الفاصل بين هي الانثى وهي النفس او بعضها، حيث التماهي في ارقى صوره

ولك انت وحدك ان تحدد ذاتك ...هذا ان وجدتها في النص، فان لم تجدها انظر لمرآتك..!!

قالت:
فقلت:

لا فرق في التحليق بين النساء
إذ....
قالت:
لا حدود
ولا قيود
انت حر
تطير
تقف
تجلس
تحب
تكره
انت حر
لكن لا تتركني
لا قيود تقيدك
ستجدنى.
فقلت:
كوني قريبة
فقالت:
ابحث عنى!!
كانت واقفه في اللامكان
لكنها صامتة
كتمثال
فيها حياة
تتفجر حبا للحياة
شفتاها ممتده قليلا
وشعرها اسود طويل
تنظر الى الامام بنظرات واثقة
كانها الهة هي نفسها
تركت الرحلة و تأملت الملكة
لم اجد في هذا الفراغ الا بعض سماء
وشهب
ونجوم ساطعه
وهي هناك
سألتني: اين تقف ؟؟
لا ارى تحت قدميها ارضا
انا احوم حولها كفراشة
دائما تحلق فى الفضاء
و عيناها ترنو نحو المجهول
تتأمل نجما بعيدا
عله يقترب يوما
هي تماما كما تقولي
ترنو الى شيء
قلت:


وانا مغمض العينين
تركت جسدي على الارض
قالت: لا داعى له
لا داعى لاحمال ثقال
تكفينا ارواحنا
الاجساد بالية
و مقيدة
ونحلق
و تتبع فى طريقك نور
سالتني: من اين لك هذا النور؟

قلـت:
ربما كنت نجما ذات يوما
علني نجما بذاتي

فقالت: فقط كن دائما مستعد للتحليق
سابحث عن نفسي
ستجدها هنا
هناك
ربما تائهة
ربما معلقة
هناك في اللامكان
ربما أسرها شىء ما
اتابع البحث عنها
ابحث حيث النور
ساجدها
مهم ان تتخفف من احمالك
تركت من قبل جسدك
اقترب منها
و اترك احزانك
ان استطعت
تجذبني هي
فيها طاقه هائله
هذه الهالة النورانية التي تحيط بها
كاني اريد اختراقها كسهم
يحيطها نور و يغلفها نور
ما اجملها
اكاد اقترب منها
احوم حولها
ابحث عن مدخل
احترس لئلا يؤذيني ضياؤها
هي حارقة
اذا دخلت سادخل بسرعه
ليست حارقة
ضياؤها
قوي
يحميها
احاول الاقتراب
انها تجذبني بنورها
شيء اخر ربما
انظر من بعيد
هناك ما يشدني
انت تحلق دون جاذبية
و رغم ذلك مشدود الى ذلك النور
وبشكل غريب
غريب
ماذا لو تخطيته
الا يأسرك شىء اخر
الفضاء مليىء
ممكن..لا شيء مستحيل
هل ابتعد
سارى
تذكري فقط انك محلقة
لا ارض تقفين عليها
و لا سماء تشدك
انت بين بين
وسرعتك هائله
ساحوم بسرعه
اريد ان ارى كل شيء
احترس من الشهب
و من زخات النور التى تطلقها
مخيفه
بدءت اتعلم كيف اتفادى الشهب
و زخات النور و الضياء
لكني اشتقت لجسدي
تتفاداها ايضا
كانه مستقلي في جزيرة مهجورة
اريد العودة لجسدي الحبيب
الى شاطيء ابيص الرمل
وارض عذراء لم تطاءها قدم بشر قبلي
و تريد شمسا حارقة
تريد شمسا حارقة
و تريد بحرا
لكني لا اريد احدا هناك غيرنا
امواجه الزرقاء تلامس وجه السماء
واعود كما بدء الانسان
الست معي انت
انا اقف هناك
ترانى
هل ما زلت تحلقين
اهبطي
لا توجد ارض
لنصنعها
صغيرة
صغيرة
رمالها بيضاء
رمل وبحر وبعض نخيل
شمسك الحارقة تؤذينى
هناك بين النخلتين ساصنع لك كوخا
او تعالي لنسبح قليلا
و مياه بحرك عميقة
لكنها صافية زرقاء كموج سماؤك
اعتدت التحليق
و اخاف السباحة
هي مرأتك في السماء
لا فرق بين التحليق والسباحة في بحري
و ان جذبنى الموج الى الاعماق
تكون حالة عشق لا تتكر في الارض مرتين
لا يجذب البحر الا من يحب
و انا محلقة فى السماء كنت اراه
كانت له ضحكة يختصنى بها
كان يراودك عن نفسه
البحر مغري جدا
لكن خوفى من الغرق فى اعماقه
ساحميك منه
ساكون معك قريب
انا سيد البحر قبل اي يصير ماء
و اترك مكانى فى الفضاء؟؟
و اعلن غرقى فيك
لا تتركيه
انشطري وتعالي
انشطر !!
اذوب !!
فقط البسي جسدك الارضي وذوبي
آتيك ذرات مذابة
تتنفسنى مع الهواء
او اشم رحيقك على شفاه النحل
حين تهم بقطف الورود
احدثك انا من بين اوراقه
وحين يطير االرذاذ مع النسيم
يحملنى النسيم بعيدا
فاذا سافرت وجدتنى هناك ايضا
نعم بعيدا الى رئتي
اتنفسك بعمق
ذرة واحده من اوكسجينك تكفيني
أذوب بعضا منى فى شرابك
فاسكر الى الابد
و تشربنى مذابة بقطرات الندى
و حين تشتهى طعاما
تمد يديك
وتمطتريني بحنان انثوي
لحبيبات من توت
تجدنى فيها
لذيذ طعمك والشراب نبيذ
و اصبح طعامك و شرابك
و ماؤك و هواؤك
وحلمي وجنوني
حقيقتي وخيالي
ارضي وسمائي
و ماضيك الضائع منذ سنين
ووعدك الاتى
و غدك الآتى
والحاضر الغائب
والغائب مليء الحضور
و اصبح احدى ادوات اللغة
ام اصبح كل حروف اللغة
بل لغة بكل تفاصيلها
لها ابجدية بعدد حروف اسمك
وقاموسها كلمة واحده
ومعنى وحيد
هو انت
بدون منازع
و تسقط كل لغات البشر
ويسقط البشر
و لا يتبقى سوانا
وضوء القمر
ونبدء رحلة عمر جديد
وميلاد جديد
و نصبح الهه المكان و الزمان
وربما نخلق زمكانية الحب في اللاشيء
واللاشيئة في اللامكان حيث نقف الان
ليصبح البعد الرابع قانون طبيعتنا الجديد
سنصنع اولى قوانين الجاذبية
فلتسقط اذن كل قوانين الزمن
انا الذرة الاولى
وانت النواه
و نظل فى حالة دوران و تحليق و سباحة لا تنتهى
لا معنى للزمان في حياتنا الخالده
و لن نتقيد بقيود المكان
هو ذاك
اذ لا زمان ولا مكان
و نصبح حالة لا تنتهى و لا تتكرر
في عناق على سلم العشق الابدي
نتماهى
ونذوب
نعم
نذوب و لا ننتهى
و نتجدد
بتجدد الهواء
و حين ترسل الشمس اشعتها
ونعود
نعود
من جديد
للرحيق
اقتربي الان
الان اقتربي
الان
اكثر
اكثر
نعم ااكثر
دعيني الثم هذا الشفق
قبل الغروب
قبل رحيل اخر شعاع شمس
تريد ان تحى كل الارض
نعم ساهطل عليك كالماء
فارضك عطشى
و لتروى كل بساتيني
سارسم على لوحتك جميل الصور
و أورق
وبستانك سيزهر في ارضه
في سهلك وعلى الهضاب
عندها ربما سأنثر بعض حبات الحب
على ضفتي قلـبك بنفسجتي
هناك فوق التلال
ساصلي في محرابك ركعتين
واقبل كعبتك مرتين
و تطلب غفرانا
عن بعض الوقت الضائع
و انت بعيد عنى
والتمس عذرا في معبد عشقك
وقربان اقدم قلـبي لقلـبك
ذبيح الهوى شهيد
اذا كفنيني بصدرك
وأعطرك بعطر من شعرى
ومن بعض ثغرك
و فى عناقى الدائم لذبيحى
القى اخر انفاسى

يا وحدنا...يا وحدنا!!


إنحدار



قالت: يا شاعر المطر...الأرض عطشى..تشققت سهولها والهضاب

أمطر علينا بربك...أمطر عل الورود كي تزهر في قلوبنا
لنغفو على ساعد القصيدة ساعة...ونفيق من حلم يراود ثمار حياتنا المرة
كم مرة على أن أقول احبك؟؟
تحية معطرة بأورجانزا العمادة الليلية
في الأول من شهر الرذاذ...
قبل هلال الياسمين بقبلتين
كتبت ما يلي:



(1)


جائر ذاك المدام والهوى لهب
خائر في سحيق الانحدار
في أرق السرير ..الجحيم
في علاج الإبر العربية
في وخزِهِ الحّار
في ليلِ لم يهب لي القصيدة كلها
وهبَّ في القطيعة كالقطيع
فاجأهُ الذئب والغنم القاصية
في ظلمة السوق والأفكار البالية
عاجز عن فهم أفكاري
وهولاكو طاغية قديم
خذ كل قلبي واترك الألم إليَّ
وهب لي تلك القصيدة واترك الباقي عليَّ

(2)

وقفت على سلم النور
أول الحب بكتيريا
وغرفة موبوءة بالقوافي
ماسح ضوئي لوعيها المشاكس
يسرقني إلى حافة الموت
وتنهال عليَّ كما الترابِ في عينِ الخطيئة
تجمدت الحروف على شفتيَ
ورسمت خطين في زوايا الجسد
وبقيت وحدي هناك
لم تك هي ولم أعد أنا هنا

(3)

الآن تطيرين على جناح الضوء في حساب التفاضل للشعراء
وتكفرين بالنور اللغوي للنص الممهور بالرفض الشاعري
وأنت تفوحين بشذى اللوعة بسادية رهيبة
وتغادريني مهزومة رغم ديباجة اللغة المدججة بالعطر
والصوت الطاهر للغواني والصور المبتورة بسوء العاقبة
وبريق الشفتين والكحل البنفسجي والعيون الذابلة

(4)

أنا وحدي ضوء القصيدة
أنا وحدي الماء والاحتمال
أنا نبوءة اللغة الثائرة
في عناد الشعر والطاعة العمياء
منحتك الرفض في عتاد المواقف
وأودعتك الهمَّ في انفجار القصائد
وهبطتُ أحني قامتي لينبوع الحنان
أرسم المستدير والمستدير
لأعطيك درسا عميقا في البلاغة
فكيف ترسبين؟؟
وكيف لا تدركين بوصلة المعاني؟؟
وتحكمين على الشعر بالقافية

(5)

خسرت الرهان خسرتِ الرهان
خسرتِ الرهان والكتابة
خسرتِ الرهان والكتابة والأسئلة، وخسرتِ الأجوبة
خسرتِ الرهان والكتابة والأسئلة، وخسرتِ الأجوبة، وسقطتِ في أول تجربة
ثم كسرتِ المحبرة
(6)

أنا وحدي ضوء القصيدة
وأنا وحدي ماؤها والنواة
أنا حمضك النووي وإنزيم الحياة
أنا مطرقة اللغة المحصنة بالخيال
وهرطقة الصعاليك من عهد عروة
بعيدا أغوص فيك..في جمجمة الأرض
في النصف الخالي من صحراء قلبك
سأعري الشعر إمامك
في ذرى الصقيع الملتهب
وبؤرة القلب المتوهجة
سأزلزل ما نسميه الضمير
وأعيد بناء العروض
وخامات الأنوثة والرجولة
وأفلاك الطريق
والبلاغة في حب الشباب
المكلس بالتيه والجوع والثورة أيضا


***

أنا وحدي ضوء القصيدة
وأنا وحدي ماؤها والنواة
سأخلع باب التربية الكاذبة
وأعلن من فوق عرشي الشعري
جواز الوقاحة في عناد مراهقة
وقلة أدب الطلبة على باب المدرسة
سأغفر لابنة الشيخ الهاربة
ولا بأس من قبلة بتول تسير إلى حتفها واثقة
لأنك أغلقتِ الطريق أمامي
سأسمح بدفقه الماء المكدس
ليسير حرا في قنوات الطريق
ويجري كما النهر على قارعة النزوات
سأعلنها ثورة للروح في الذاكرة
ستخرجين من هالة رحمتي الفصحى
وأعلنك منذ اللحظة كافرة


على شفى قمر




(1)

في نصف ثانية إحترفنا الصعود
وما دار في فلك الليل إلا قمري
وأصدرتُ الأوامر لمركبتي أن تطير
جهزتُ جيش الحب بكل الحب
وأمرّتُ إمرأة تجيد تسيس الخيول
تعرف كيف تصطاد الشغف العالق بالقلب
وتحتل القصيدة في قمر
وتصنع من قوافي الشعر أيقوناتٍ للحب
وقوارب من بخور

(2)


أي فرقٍٍٍ بين فرح النساء
ولحن توقف في رعشة مع هديل الحمام
هو فجر؟؟ له عمر الحقيقة
والحلم الجميل
وطهارة الرحيق في الاقحوان

(3)

ضعتُ فدلني قلبي عليكِ
وتشردتُ فغبت في عينيكِ
حلمتُ بالفرح الأُنثوي
ونمتُ على الوجع الجميل
ثملٌ بالرحيق من شفتيكِ

(4)
عندما خفقنا بالجناحين وطرنا مرة
ما طار الا العطر يا سيدة القصر
اخذنا بعيدا خارج حدود الوعي
كيف كنت قبل الحب؟؟
وكيف صرت بعد الحب؟؟
فرح مؤجل كالواقعي
وحقيقة في الخيال.

***
كيف نهرب من نزوة الرغبات بالعشق !!
ونخجل من نطاف الشهوة في صحن العمر!!
ونقمع الذات في اللاوعي!!
ونقاوم حتى الفرح الغريزي!!


(5)


من أنت سيدة القصر؟؟
قد يسأل سائل
هي رحلة العمر الطويلة
وخلاصة العطر
وتجربة البنفسج
من فاقت على الياسمية في عبق المساء
ومن نامت وقد انهكها السهر
ومن غابت في مرايا الهمس
ومن تاهت في عينيَ
ورأت في داخلي نفسها
هي من لا تراني
ولا ارى وجهها
وادور في كل الجهات
وإذ بها..نعم هي!!
هي ..هي

***
هي في حالتي الاولى والثانية
قبيل النوم وعند النوم
قبل القهوة
في الهال
مع لفافة الصبح
وبعد ارتفاع الشمس
نحو سلم اللذة
وزيت زيتون الشهوة
مساج البحر
وتضاريس الجسد المصقول بالموج

***




في بدن الفريز الذائب
فوق الشفة السفلى
في ياسمينة تقطر بماء الصبح
في رعفة النهد المغامر
في الاجابات الصريحة
في معبد الذات واللذات
في جنة الحب
ونار الشوق
وبرزخ الحلم ..في الخيال
ومرارة الاسم المدجج بالحقيقة

من انتِ؟؟
لماذا النار باردة مريحة !!

(6)

ونحلم
بفنجان شاي ودرس في تصاميم المواقع
وتعتليني كالدموع على خدودي العطشى
وتراوغين وتهجمين وتقصفين قلعتي
وانا ...من انا ؟؟ كيف أدافع؟؟

ونحلم
وارتقى في صهيل الصوت
في شهقة للفارس ورمح في الخاصرة
تباغتين الهذي ..هنيهة قُبيل الموت
ومرة تنامين كالطفلة القاصرة

ونحلم
بمنشفة على البحر
وترتمين بكل ما ثملت عيونك
على الرمل
وانا رميت اوتاري
فعاد اللحن ممزوجا بأنفاسك

ونحلم
ويبزغ شهيق الفجر من مجنون آهاتك
واسقط في طرف القصيدة
وعلى شفى قمر معلقة ستبقى
بحور الشعر بلا ماء
ان لم تحتسِ نبيذا

من عتيق كاساتك



وردة واحدة

في زاوية معتمة، إرتمى النهار مثقل الرأس متعبا، على مقعد في محطة القطار المزدحة جلست حزينة.
ترى من لفها بهذه الهالة من الحزن!! هل تركها حبيبها للتو؟؟

- اليوم عيد ميلادي، ولم أجد حتى من يهديني وردة !!
- لكنك تحملين باقة كاملة يا صغيرتي !!
- لا ..هذه ليست باقة، انظر....
وبدأت تلقيها فرادى على الارض وأنا أجمعها ثانية
- وردة..وردتان ..ثلاثة .........عشرة، هل رأيت؟؟

-أنا بائعة وردة متجولة

عدادون


هل تعرفون العد؟؟

هل حفظتم عن ظهر قلب

جدول الضرب؟؟

كم شهيد اليوم؟؟

كم جريح ؟؟


كم طفل رضيع

لا فرق عنده

بين الحليب وبين الدم!!


وماذا بعد؟؟

الف شهيد؟؟

الف ومئتين


برافوا

كم نجيد العد