حارتنا الجميلة

 


في حارتنا الجميلة، كان يضيق بنا الزقاق عند انكسار الضوء بمقدار قبلة قبيل قرنة علية الحاج نمر المصلح رحمه الله، هناك .. حيث كانت تغّفو الصغيرات على صوت هدهدة الجدات المخملي، ونصحو نحن الصبية على دعوات الأمهات ممزوجة بصوت هديل الحمام المرقط والعصافير البلدية! هناك كُنّا نلعب تحت سقف السماء .. نطارد الفراش، ونتخذ من الغيمات المارة فوق حارتنا أراجيح محبة معلقة بالنجوم، ونرفع أيدينا الصغيرة على المدى نُتضرع إلى الله أن يمطرنا كرات وبنانير مزركشة نلعب بها ذات مساء.

كنا نتوسد العتبة العالية لبيت الحجة فضة، ونفترش بسطتها في ساحة الفرح الربيعي، نلعب لعبة "اليحيا" الغميضة، بينما تقفز البنات كالشنانير في لعبة "الحجلة" فنَمْلأُ الدُّنيا هوَىً وتغاريد عشق بريء، نصوغ فيه من أحلامنا لحن ناي، وأهازيج ميجانا، نذريها للريح كمواويل العتابا، حفنة حفنة على شبابيك الحارة الخشبية.

في كل مساء، تغرق حارتنا القديمة في رقة أصواتنا نزقزق لهواً ينساب مع انحناء الشمس عصرا على أهداب عيون الصغيرات يمشطن حرير أحلامهن بأنامل براءة الأطفال وطهر الزنابق ويطرزن فساتين فرح لرفيقة كبرت فجأة لتصير عروسا، فيتحلقن في ليلة صار قمرها بدرا يعانق قباب البيوت الحجرية المتلاصقة كالنون مقلوبة في صحيفة عتيقة.

في حارتنا الصغيرة كنا ننام تحت سقف السماء ونلتحف الندى لنصحو مع بواكير تشرين فنفرح بمواكب الرجال وهم ينسلون فجرا للصلاة، تصدح حناجرهم بالتهليل مختلطا بصياح ديكنا الوحيد، والأقرب من كل ديوك الحارة إلى المسجد الكبير.

نستقبل بلهفة غامرة كلهفة الأرض للمطرة الأولى، أول أيام موسم الزيتون، فالجار على حماره يتبعه أبنه البكر بالسلم الخشبي الطويل، الأم الحامل على رأسها سلة القش (الجونه) فيها مما يسر الله وجاد، تجر أصغرهم ويلحقها ثلاث تدرجوا في الطول يتسابقون مع الحمار، تعلو ضحكاتهم أخر الزقاق.

قبيل أن ينتهي الكبار من قطف زيتونة واحدة نبدأ كالقطط بالمواء، ونعلن بحياء أننا جعنا، يقول الحاج: بعد أن ننتهي من الزيتونة الثانية ونفرش للثالثة، يكون الفطور، نتعجب لصبرهم، ونسترق لقيمات، حتى إذا إذ حان موعد الفطور، تحلقنا جلوس القرفصاء، حول صينية القش الملونة تتخاطف أيدينا الصغيرة ما لذ وطاب، تسقط ذرة تراب وسط صحن اللبن وننظر في بعضنا باحثين عن الفاعل، بينما يرمقنا الحاج بنظرة لا تخلو من عتاب، يكبر اللون البني في نقطة ارتكاز البياض وما تلبث حتى تغرفها أمي بلقمة متوسطة الحجم، لتنهي بذلك حالة الإرباك الذي خيم على المكان، نستدير بعيدا نحو "قرطلة"  فيها مما تبقى من عنب خليلي من اليوم الفائت، بينما يقوم أخي الأوسط يبحث عن آخر حبة تين على الشجرة كانت قد نجت بأعجوبة فبقيت على قيد الانتظار حتى أخر الموسم، هناك ينصب فخا تحتها عله يصيد طيرا من الوهم.

أولاد عمكم لا نسمع لهم صوتا، يقول الحاج، محاولا إقناعنا بتقليل كمية الضجيج الذي كنا نفتعله، بينما "صلاة النبي" تشق الفضاء الرحب وهي تخرج من فم عمي الحاج محمد آمين، لم يعلم رحمه الله أنه زرع في قلوبنا غابات فرح، وأن الحاجة فريدة تلك المرأة الرقيقة في مظهرها، الصلبة في نشاطها كالرجال وأكثر، كانت قد تركت في فم كل منا لعاب يسيل كلما تذكرنا صينية المجدرة التي كنا نجتمع عليها في واد السحايل، تلك القطعة من القلب التي تركها الأخوين لتبقى حلقة وصل بينهما حتى الوفاة، فقد كانت أرض الواد شراكة.

هل ثمة أحدا أخبر الجار على السفح المقابل لتعميرة المغارة، أننا حتى اليوم ما زلنا نتساءل: كيف جعل الشمس تشرق في كفيه، بينما تستطيع أن ترصد لمعان قرص الزعتر يقطر زيتا وهو يبتسم على ذراعه

 

اليوم، أتذكر حلقات الدبكة في خلة الشرقية، عنفوان الشباب السمر، وفرح اليعقوب يلوح بمحرمة مطرزة باسم الله، رائحة الحناء، عرق السحيجة، وغبار تطاير في سماء المكان ليلا، فضحه شريط الكهرباء الطويل الذي لف الحفلة بمصابيح تعلقت  متتالية بألوان خضراء صفرا حمراء وبعضها غارق في البياض، تماما كما الياسمين، لا يعترف الضوء إلا بهذا الشيخ الجليل..

أتذكر طاسة الرعبة المزدانة بآيات من كتاب الله لا تتقنها إلا الحاجة صديقة، فكانت لها فعل الطبيبة الماهرة عندما يعز الأطباء في علاج ولد سقط من علِ.

أتذكر لمة الجارات تحت الدالية يرتشفن شاي العصر، لا تأبه أي منهن بالوقت، ونسترق السمع  لحديثهن ونحن نتعارك حولهن، فنلتقط كلمات لا نفهمها عن الدورة التي تأخرت والحمل الكاذب، كن يتركّن لنا كامل الحرية في مطاردة الفراش، لم يكن ذلك ممنوعا في تلك .الأيام 

أين انتهى المطاف بحارتنا الحبيبة؟ أين ذهبت بيتوها الحجرية، اين الشقوق التي كان يزينها "القديح" من لوث ملامحها الجميلة بمكعبات الإسمنت الثقيلة، من سرق وجهها الملائكي وقص جدائلها الطويلة، أين العبهرة العظيمة والنخلة اليتيمة الباسقة  في صحن دار محمود أبو زر عليه رحمة ربي وصلوات. 

أتذكرك اليوم يا حارتنا الجميلة، وأفتقد تلك الوجوه البريئة، والأنفاس الطيبة التي كانت تعطر المكان، رغم أنها لم تعد تلك الحارة التي كبرنا في أزقتها، لقد غادرتها أرواحا ما زالت ترفرف في سمائها، فإن غابت وغابوا، فهي باقية في الذاكرة الجمعية لنا أفرادا وجماعات، نروي حكايتها جيلا بعد جيل، لتبقى حية في قلوبنا وعقولنا بلا أقنعة مزركشة، وحياة افتراضية خادعة. "فمن يملك حكاية الأرض يرث أرض الحكاية"

مهما كبرنا تظل أحلامنا صغيرة، وليتنا ما زلنا صغارا كما كُنّا، لتبقى حارتنا كما نتمنى دائما أن تكون!!

 

 


الليلة

 الليلة.... وأنا أقلب صوري، رمادية صفراء برتقالية خمرية خاوية مثل دمي، مرهقة ظلالي، تطاردني فأحتضن مرايا السراب، وأسقط مغشيا عليها في المنام.الليلة.... إذ جّن الليل مشعلا وقود ثورتي تحت أضلعي، ولحنا اسطوريا تدندن له أطراف أطرافي قهقهات غجرية مجنونة يتراقص عليها بعض الثملين عشاق الوجع المحسوب الآهات والايقاع الوتري، بيني وبين صوري، وبين مرايا الجدل السرمدي تتبارى أسئلة مشرعة على أبوابها أشباح تعبث بالهزيع وبضع ثوان من سويعات تعانقتُ فيها مع بعض أقداري ونصف قمر أرضي ملموس ...الليلة.... أعني الليلة.... توشي بالهذيان .. تحاور أقداري مرة، ومرة تناجي أٌقماري وتعبث بأوراق الحظ وتنزع عني أقنعة الغربة وخفايا وحشة شاردة من برد مونتريال لدفي القلب المولع بالنكبات، لا شيء أتقنه في هذي اللحظات غير التقلب لإرضاء ليلي وصوري بين صفائح ماء مختبيء انزاعات تجادل غثياني...الليلة.... عشق مجنون النظرات، رأتني متصلا مشغولا في التدوين، قليلة هي الليالي التي تدفعني بهمهمات الرغبة أن أدون نفسي، أو تدونني !!! وتنثر من حبر الجرح في ثنايا السطور معاني...الليلة.... أراود نفسي، وأظنها لوحة سماوية زرقاء تتمايل بين مرايا الروح .. تقلب صفحات الغيب تبحث عن ذات الصلصال، تتحسس الضلع الناقص من قفصي الصدري ألاول، وتحاور أنثى مشبعة بالتفاصيل فتقرء فيها اختزالات اللحياة ، وطلاسم انحناءات المرايا

الآن تطلق بعض الآهات

الليلة.... تعتادني في تمرد الحرف على مدونتي، وتنثر على متصفحي علامات التعجب والنساء الحيارى، والتاءهات في ظلال الحرف خطاف كما المرايا تمتص الضوء والعبق الأنثوي في كؤوس السكارى بلا خمر أو نبيذ، لأسطر لعاشقات بلا أحضان ولا ذكريات تجتاح العذارى في ردهات البراءة باللغتين العربية والعربية، هنا.. أعني الليلة، أكّون الكلام وابتز بعنفوان النزعة صدر اللغة الأم، وأحنو على جدائلها الصحرواية صفراء كاللآليء، أغازلها لتقطر في فميِِ بعض المعاني.

شعب بلا شعر ، شعب مهزوم

درويش...هكذا انت..فارسا حتى في رحيلك..هل كان لا بد ان تطير حيا او حيا كما علمتنا..فقلت ان نكون او نكون ... فلماذا حملت مفرشك فامتطيت 


صهوة القصيدة وتركت قميصك مسرودة من حديد التحدي والكبرياء..
هكذا تطل علينا مضرجا برموزك و كنوزك ..بعذابك وعذوبتك.. بخيط الجرح المكابر.. و ترمم بعضا من خرائب الروح فينا و تسدل على ذاكرة النسيان ستائر الذكرى .

لمذا تصر ان تكون حتى برحيلك شاعرا استثنائي .. وانت من
قال:
سدوا علي النور في زنزانة
فتوهجت في القلب شمس مشاعلي
الست القائل:
هل خر مهرك يا صلاح الدين... هل هوت البيارق ؟
هل صار سيفك.. صار مارق ؟
فلماذا لحقت بصلاح الدين اليوم وتركتنا اموات بعدك
وللارض قصيده:
"في شهر آذار، في سنة الإنتفاضة، قالت لنا الأرضُ أسرارها الدموية. في شهر آذار
مرّت أمام البنفسج والبندقيّة خمس بنات. وقفن على باب مدرسة إبتدائية، واشتعلن
مع الورد والزعتر البلديّ. افتتحن نشيد التراب. دخلن العناق النهائي – آذار
يأتي إلى الأرض من باطن الأرض يأتي، ومن رقصة الفتيات – البنفسج مال قليلاً
ليعبر صوت البنات. العصافيرُ مدّت مناقيرها في اتّجاه النشيد وقلبي.
أنا الأرض
والأرض أنت
خديجةُ! لا تغلقي الباب
لا تدخلي في الغياب
سنطردهم من إناء الزهور وحبل الغسيل
سنطردهم عن حجارة هذا الطريق الطويل
سنطردهم من هواء الجليل".
و لمن تركت (( بطاقة هويتك ))
(( وعابرون في طريق عابر )) و ( سنة أخرى ) الخ ....
هل صحيح :" أن الحياة تصبح أقل جدارة بأن تعاش إذا خلت من الشعر".
علمت انك تودعنا عندما لعبت النرد..كنت اقوى من قلبك وانت ترمي بالزهر على الطاوله وكان وريدك ينزف وانت تصر على الانتصار على خصمك ورفيق عمرك ..ذلك الفتى الصغير..ابن بروة عكا محمود درويش...اذا لماذا تركته هناك في البروه وحملت جسك الى هيوستون.

الكثيرون من قبلي ومن بعدي علمهم درويش حب الشعر و حب التحدي و حب الحياة فهو إحدى قلاعنا الشعرية
و هو كما بيروت كان وسيبقى" خيمتنا الأخيرة.... نجمتنا الأخيرة " منذ ان " تركت الحصان وحيدا" ترجلت يا درويش " إن الفرح العظيم و الحزن العظيم وحدهما يصنعان شعرا..." وكعادتك المعهودة و المحمودة تستنفر كل طاقتك التعبيرية فتمزج اللغة بالرمز و التاريخ و الأسطورة و الغنائية و الملحمية بكل ثقة و اقتدار.. فإذا القصيدة سفر في سفر التاريخ غابرا و حاضرا و في ثنائية الموت و الحياة.. و العدم و الوجود.. و الفناء و الخلود يسطر درويش لحنا ابديا.
هكذا كصديقك المتنبي و المعري الذي يطرد نقاده من قصيدته.. و من البعيد تفوح رائحة الخبز "فمازال تنور أمك مشتعلا و التحية ساخنة كالرغيف" وقد كنت مع الموت في غاية الدماثة و اللطف.. تحاوره حوارا هادئا طالبا منه التمهل ريثما تنهي قراءة "طرفة بن العبد" فهل انهيته.. وانت تتلو كل وصاياك وتلملم أدواتك الشخصية متسائلا عن أحوال المناخ هناك في الأبدية البيضاء........ و طبيعة اللغة السائدة أهي دارجة أم فصحى..؟ لقد طلبت منه عدم الغدر و استغلال
نقطة الضعف.. محذرا إياه من التدخل في شؤون قصيدتك.. إلى أن تقول : هزمتك يا موت الفنون جميعها".

هكذا اذن تالفت وتحالفت مع الموت..من دون أن يخاف أحدكما الآخر..فبينكما "إمتاع ومؤانسة"وبكل بساطة حددت يا درويش مساحة المكان التي ستشغلها ..لكنه ثعلب هذا
الحليف...خطفك منا. واخذ "المتر و75سنتمترا" من مساحتك التي اختزلتها ..فكانك اردت خداعه..لكنه الموت يا سيدي.
حصان درويش تماما _كما حصان مالك بن الريب وعنترة_ يحك بحافر الشهوات أوعية الصدى.

وليس اقل روعة من حصان انكيدو وهو السجان الابن المكلف بحماية المدينة من نشيده إذا..لقد حاولت مجابهة الموت..ورايتك تلوذ في قصيدتك بالرمز والأسطورة
والتاريخ ككل الشعراء ولكنك لست الوحيد...فأوزوريس هو من أعظم آلهة المصريين القدماء قتل ورمي في النيل ثم بعث بفضل زوجته إيزيس..فأصبح رمز القيامة لكل حي. وكلكامش في الملحمة البابلية يبحث عن سر الخلود.. وانكيدو البطل الأسطوري..رافق كلكامش وشاركه في مغامراته ..وامرؤ القيس_مجنون ليلى_قابيل_أيوب....
أشهد أنني عشت ومت وعشت مع الوحيد في البياض.. وتعذبت مع القصيدة _حتى أمسكت ببعض خيوطها وخطوطها_لكنه العذاب اللذيذ الجميل..... إذا صح التعبير.

"رأيت المعري يطرد نقاده من قصيدته" أرجو ألا يطردني محمود درويش من قصائده فلست ناقدا بل أنا قارئ صعلوق أتسكع على قارعة الكلام... أستجدي من الشعر كشحاذ بعضا من خبز الروح وظلال الكلام. لقد تجرات عليك يا سيد الشعر..جبانا انا بعد رحيلك... لا شعر بعد الان..
محمود درويش عاد "لاعب النرد" وبكل جدارة قبض على جمرة الشعر العربي ...وهو يجترح معجزته الخالدة .

الحد

 

بين الصحو والغفوة بين الوعي واللاوعي وفي اللامكان واللازمان تقفين على الحد الفاصل كالظل او الحب ، قبل درجة الغليان بقبلتين وانا انام ابحر في الاحلام في التيه الأزرق السماوي في السحر في الغثيان وافقد كل خواصي البشرية واسافر كالملاك بجناحين وتاج وهالة من نور وجهك الوضاء تصاحب روحي اطير دون ذنوب دون حساب دون نساء اطير وحدي وبعض نفسي وأخلف الجسد الترابي للتراب وبين النجوم اسير اقطف اقمارها وأحشوا بها ثغرات قلـبي وجراح اصابت مكامن نفسي ذات يوم احلق في البعيد القريب والقريب البعيد اتلاشى أتلاشى ملء الحضور وملء الغياب وأتيه كالسراب كالصمت في لغة اهل الأرض والفقراء ابحث عن انثاي فوق الغيوم وعند البريق في عناق السحاب وجدتها هناك هناك في البعيد البعيد كانت مليكة عشق تربعت على عرشها في جلال مكللة بالأزاهير من كل صوب مطرزة باللاليء الفوقية مسورة بصغيرات من جنسها يترنحن سكارى بأريج من عذوبة ووميض من حروف مسكنة في حياء وهي هناك على عرشها لم تكن سيدة ككل النساء او أمرأة بتفاصيل العاشقات التي عرفت ذات عبق او ذات مساء شفيفة الروح كانت كأنها امرأة كأنها أنت كأنها حواء

سلاما بين حرفين

كن فيكون


1- سلام


اسلم عليك سلاما كما الندى او رذاذا تساقط على برعم قبل الشروق بمقدار بسمة وليد لا يعرف الا البكاء.
سلاما وحرقة حرمان تعطش للاقحوان وشوق لرائحة الياسمين تفوح عند اقترابك شرقا على
زاوية قلبي اليمنى، او نحو الجنوب قرابة فرسخين بمقياس ظلي.
سلاما بلا قبلات وعطر وورد
لان السلام اقوى من السيف في غمده
سلاما اطهر من الثغر الصغير وعذرية الزهرة في الشرنقه

2- وحيدا

وحيدا اعيش..لا شئ يكسر صمت المكان غير حشرجة شباك شبه مخلوع،
ودخان سيجارتي التي اقتربت ان تفقد حتى قدرتها على الاحتراق.
انوء بنفسي بعيدا عن اشيائي...تطاردني قهوتي، وتجتر قسرا من شفتي رشفة... فتشربني
بعيد عناق عقارب ساعتي الصدئه.. تنطفئ في الليل شموعي..ينام الظل عند قدماي.
ويعانق الفينيق روحي ويغرد...ثم انعكاسات على تضاريس قلبي.. وانار عيوني بعيد النوم ان جاء
وصلاة جارتنا الحجه..تتارجح في وحي سمائي....كدت ان اغفو..تطاردني اللحظات
اصحو.. تنقض علي جذوري...
تتلاشى اوراقي في حبيبات الماضي السحيق.
تماما كالمسافة بين طلقتين يضيع حنيني

3- كلمات

لا شئ يدغدغ تلابيب قلبي سوى عذب الكلمات
وانا لا اتقن من اللغات الا القليل
اصابع يد واحده
وهي لا تصفق

كم من الكلمات ساحمل في الذاكرة المثقله
وكم من المعاني استنبطها انا

كم حرف تكسر فوق شفاهي
وكم نقطة سقطت سهوا

كم مرة مزقت اوراقي والقيتها مهمله
كم كلمة انتحرت عند الفراق
كم كلمه انتحرت او جاءت ميتة

هل تولد الكلمات كالانسان
ام كالورد تولد عاشقه

في البدء كانـت الكلمه
كان الفعل
قال الله
كن
فكنا
وانا كنت وما زلت سجينا
بين حرفين وشده

تضغط الكاف علي
اتأوه
ايها الجارية كفي عن حبل مشنقتي
وتضاريس وجودي
انني ارقد كاصغر برعم في حديقة جدي ووجدي

وهناك تتراءى لي الدنيا
وانام
بين حرفين ودمعه

انا
كنت
وما زلت
وسابقى
حتى القيامة
شمعه

فاذا شئت احرقيني
واصهريني
واضيئ للحالمين الطريق

ربما لا تجمعنا اقدارنا
ولكني صديق
.
.
.
4- مقارنة يا فلسطين

سافرت الى جهات الارض الاربعه
بحثت عن شئ جميل اقارنه بك
اعلم انك الاجمل بلا منازع
ولكني..
ساقرنك بالبحر... وستكوني اكرم
ساقارنك بالنخل وستكوني اطهر
ساقارنك بالنساء ..ستكوني اجمل
ساقارنك بالربيع.. وستكوني احلى وانعم
واخير ساقارنك بروحي
فلا اجد فارقا بينكما