لوحني : سيسولوجيا الألون والدهان

لي فجر وفنجان قهوة أرتشفه قبيل النوم...في تلك اللحظات من سكون الليل القابع في أعماقي، إرتميت بين أحضان الذكرى أبعثر حروفي

أفرغت كل أقلامي النازفات على صحيفة قلبي، بحثت عن ورقة صغيرة عذراء وقلم لم تعانقه أناملي الغضة من قبل.

وأنأ أتهادى في العتمة باحثا عن سرير الهذيان في مخدع روحي
كانت شموعي دامعة تنوح مرتجفة،.....لمعت أمام ناظري وريقة لم يلوثها مداد الشهوة بعد.
وقفت أدغدغ خيالي هنيهات، ماذا عساي أن أفعل اللحظة؟
هل أعريها وأصب عليها جام حبري من كل الألوان التي تعشعش في دماغي منذ مئات السنين.
هل أشق وجهها اللامع برأس قلمي المدبب كسكين؟؟....ام أبقي على القداسة في معبد عشقي الحزين
هل أبحث في قبو القلب عن دهان وأحمل ريشتي، أو أصابعي...فأرسم وجهي الذي لم أره بعد.

أتمسمر أمام لوحتي البيضاء وأحدد بالرسم مشاعري وجنون اللحظة القمرية في فاه العتمة الداكنة
وأفرغ كل أحاسيسي بداخلي....كما لوكنتُ مقبرة للمجون...ومعتوها يتقن فن التشبه بالعقلاء.
أمسكت بسبابتي اليمنى، وضغطت على إبهامي وأخذت نفسا عميقا كفنان تربع على عرش السراب الازلي.
فارتجفت يداي وهي تحفر اصابعها في خاصرة روحي...وتغرز في عيون الامل شوكتين اثنتين.


ولم أعد قادرا على دمج الألوان...فتركت اللوحة عذراء
إلا من قبلة تشبه توقيعي ...وركنتها في زاوية قلبي اليمنى على بعد ريشة من سريري.

رويدا رويدا.....تراءت لي السماء بنجومها، وارتسم على جبيني قمر وقد اكتمل رجولة وبهاء وعاد الضياء يداعب وجهي المقتظ بعلامات الترقيم.
وددت لو كان مسموحا أن أعرض اللوحة هاهنا ...كما هي، بدون رتوش.لم أدرك حتى اللحظة كيف تحجب الصفحات البيضاء أحيانا كثيرة...وتعرض الهرطقات كما أكياس الطحين في مخازن الوكالة، وتنتشر على مرامي الصحراء سواد الحروف في إمارات الظلام ....ويشنق الحب بأسواق النخاسة والكرامة العربية.
بحثت في كل قواميس اللغة عن معنى "للانهيار" وكيف يصير الحس الإنساني نموذج كبت وحصار ....كيف تضمحل الفوارق اللغوية، فتصبح المقاومة " ارهابا" والإحتلال " تحريرا"
اعترف الآن ...الآن اعرف، لماذا تعانق أحاسيس اللوحة الجفاء..وكيف فقدتُ الأمل في ظل كان يحدوني ...وحياء كان يعاتبني
حاولت أن أداعب الذاكرة الغضة فيها ومعها لعلي أجد تفسيرا لكنه الأشياء
تنفست الصعداء.... عميقا تنفستها وأغمضت عيناي كما لو كانت قد اشتهتني لوحتي العذراء
فجاءتني بمشاعر مبعثره وتلاطمت في الزحام، سقطت على لوحتي أكوام حروف
العين فوق الياء فوق اللام، مقلوبة في آخر السطر نقطة فضية وحرف علة خزامي الطلعة مسبوق بعطف مبني على المجهول في شبة جملية اسمية غير معرفة بألف....همزة وصل أواخرها تجر ألفا من حطام الكلام...قالت احبك سيد العشق...واغرورقت صحيفتها في الظلام.
أدهشني المنظر، والصورة كانت بألف حرف ....والصوت كان حطام.....تقطعت اوتار قيثارتي الرابعة بعد العشرين قبل انتصاف الليل بقبلتين اثنتين، دققت النظر أكثر ..وغصت في ثنايا الخافق بصدري.
تعرجت منحنيا..مطأطيء الرأس قليلا حتى لا أهشم سقف الذاكرة، وملت مع تضاريس روحي، أحاذر سراديب لم أعتدها من قبل.....تبدّى لي نور في العمق بعيد....تقدمت قليلا خائفا من ألم الانزلاق ، فقد أسقط في بئر من الخفافيش وتنهشني أفاعي القتام، تعاظم في عيني الضوء...وضوحا أرى ألان ..انها هي بدون دهان:
بحر وموج له نفس خفقات قلبي
الآن أشعر بالأمان
أشرقت الشمس وازرورقت في عيوني السماء، صافية جميلة ..وعانقتني في حياء
وضعت ريشتي ( إصبعي..سبابتي) تركت إبهامي وانشرحت يدي، فردت أصابعي الخمسة.... خمسة اخرى حتى أصفق...كان اصبعي الحادي عشر يعانق اللوحة منهمكا في الظلال
قلبتها وقبلتُ راحتي....آه
الحمد لله ، الآن فقط
أستطيع أن أنام
أطفأت شمعتي الحبيبة
وأوصدت نافذتي
حضنت وسادتي
وأغلقت الستار

أنتِ لم تأتي - ردود بمنتديات واتا الحضارية

أنتِ لم تأتي !! - منتديات واتا الحضارية

أنتِ لم تأتي
أنتِ لم تأتي
ليلة أمس الأول
كنتِ مراهقة على وشك أنثى
والليلة انتظرتك بقدح من حروف
لكنك كالتوبة ، لا تأتي إلا متأخرة
كقط محايد
لا يأبه على أي جنب ينام
******
أنتِ لم تأتي
ليلة أول أمس
تخافين من حب براغماتي
أو زخم هائم في البحر الطويل
تخافين من رجل مثالي في اللحظة المثلى
أو نبيذ معتق وعسل ملوكي لذيذ
أنتِ لم تأتي
خشيتِ عليَ من نون نسوة تغمر وجهي
فأغرق وجهك بالحنين
******
أنتِ لم تأتي
ليلة أمس الأولِ
وأنا هيأتُ للحب كل الحب
أجريتُ دموع الشموع
نثرتُ لك الورد فوق السرير
ضوّعتُ عطري فوق الوسائد
ورتبتُ الأرائك
وزعتُ الفراشات والكؤوس
الكبير فالأصغر ثم الصغير
والأخطر فالخطير
وبدلتُ الستائر القطنية بالحرير
جددتُ ماء المزهرية الزرقاء
وصنفتُ الأغاني هادئة فأهدأ، ثم صاخبة
حتى لا يسرق الجيران صوتك
أو تباغتهم آه حالمة
لكنك....
لم تأتي
ليلة أول أمس
وكأني تلميذ في آخر صفِ
لم تعلمي أني عالم عشق في جامعة
عشرون عاما في حرفة الحب
وأستاذا…والعاشقات بصفي فوق المئة
******
أنتِ لم تأتي
ليلة أمس الأول للمرح
فتجليتِ إلي
في شغف الروح
في البوح
كنتُ محقونا بجرعة الحب
للمرة الأولى بعد المئة
فسقطتِ كعاشقة بصفي
وقتلتِ في قلبي الفرح
******
أنتِ لم تأتي بالأمس
غادرت الكرمة كأسي
وصار النبيذ عنب
ونصف عمر قد تعرى للأبد
وعدت إلى صدر أمي طفلا
أبحث عن حليب وبكاء وغضب
لم أجد حضنا ولا فجرا يغرد
وضعت في ثنايا الحلم طيرا
فدلني التيه السرمدي عليك
وهاجرت إلى جهات الأرض الأربعة
مغتربا وغبت في عينيك
******
أنتِ لم تأتي
تعبت من المسير يا سيدة القصر
فنمت على وجع بخاصرة المساء
ونبض لقلبك عازف
وصدر يحن علي
كما تعشق النار
قشر الكستناء
وكما يعشق الرماد المدجن
صغير الحطب
وأنتِ لم تأتي
ليلة أول أمس
و لم تأتي بالأمس
وربما هذا المساء
أحمل روحي
وأسافر في التعب
*********************************

ردود


*1*
هي لم تأتي
كانت في ثنايا المتصفحات
تبحث عن عشبة بين الصخور
أو زهرة حبيسة في الشرنقة

هي لم تأتي
وجدتها ليلة أول امس
في صهيل الخيول
وبقايا رسائل في المحرقة
*********************************
*2*
أنتِ لم تأتي
كذلك هي الطريق دوما ...وَعِرَة
ربما حطت بعض حروف العلة على قلبي
وطّلت الأسماء الخمسة من سراديبها
وأنا أشرت بالاصبع لأفعالها القاتلة

يوم أول أمس
خسر الرفيق مقامرة
فقد الجوكر أول اللعبة
وظلت الأفعال الخمسة حائرة
فصال وجال وهاج وماج وقيل وقال
عليه بعد الآن
تدور الدائرة

أنتِ لم تأتي
سنعلن بعد نشرة الأخبار
.
.
.
سيداتي آنساتي سادتي
ساعة الصفر اقتربت
,,,,,هنا القاهرة

*********************************
*4*
انت لم تأتي
يوم أول أمس

شحذت قلمي المركون في الزاوية
وأخرجت شرائح ذاكرتي
ورتبت أقراصي الصلبة والمرنة
وفتحت الحاسوب على مدونتي
تذكرت....!!

أنت لم تأتي
ربما كانت الصدفة
ربما الحاجز النفسي
لقوات الإختلال من الصمت
وربما...
بعض حرف قد تمرد
وثار فوق المحبرة

انتِ لم تأتي
يوم أول أمس
كذلك خطوط الطول وهمية
فلا خط للاستواء
ولا هو شكل الأرض كرة

على نفسها جنت...
وعلى رأسها تدور الدائرة
*********************************
*5*
أنتِ لم تأتي
ليلة أول أمسِ

الجو كان رائعا
والبرد جاء كالعادة بعد انتصاف الذاكرة
وانشق القمر
كان له وجهان، وعين واحدة


أنتِ لم تأتي
ليلة أمسِ الأول

ربما كان الضوء أحمرا
وخطوط السكك الحديدية مرهقة
وتماوج الليلكي يقاوم الشفق
والسماء صارت داكنة
والقرص البروزي كاد يسقط
ويمؤ كما القط
أزرق أزرق أزرق

أنت لم تأتي
ليلة أول أمسِ
والليل أحمق
*********************************
*6*
هي هي لم تأتي
ليلة أول أمسِ
كان الكلام على علاته
سار مثل النسيم في هباته
ورتّل الليل شذى ألحانه
وهي لم تاتي
بلا عذر أنهت كتاباتي
بنقطة فوقها فاصلة

قلتُ
أنتِ لم تأتي
والرصاصة ولدت قاتلة
*********************************
*7*
هي لم تأتي
ليلة أول أمسِ

في قفص الفؤاد جاعت تغاريد شوقي
هدهد الوجد قفصي الصدري
جاءت اليمامة بغصن زيتون
وفاض الماء في التنور
إنه طوفان توقي

هي لم تأتي
ليلة أول أمسِ
ولن تأتي

بعمر وزيد
وعمري
ولكني كما كنت
أبقى
وأفديها نفسي

هي لم تأتي
ليلة أول أمسِ
*********************************
*8*
أنتِ لم تأتي
ليلة أول امس

وقاربي كاد يرسو
على شاطيء الخيبات المريرة
كانت النوارس تهشم تفاحتي
وحط جيش من الغربان على معطفي
وانهار صدري
وضاع عمري بين أنّات الانتظار
وآهات أنفاس عسيرة

أنتِ لم تأتي
ليلة أول امس
ستبقى الذكرى كما السهم
ويبق القلب يلاقيها
كما الترس

أنتِ لم تأتي
ليلة أول أمسِ

*********************************
*9*

هي لم تأتي
ليلة أول امسِ

هي عاشقة النوافذ الكاذبة
وأعمدة الرخام من الكلام
وسوق عكاظ والعرب العاربة

هي لم تأت
ليلة أول امس
هي ظبية تعشق صيادها
وتجوب البراري في ظلمة المتصفحات
وتنام على حلم
وتصحو في بريق العيون الهاربة

هي لم تأتي
ليلة أول امس

كان القفص الصدري محبوسا
وقلبها من الأسمنت المسلح
كما التصوينة في سلاح الهندسة

هي لم تأت ليلة أول أمس
لقد ذابت شموعي كلها
فاضأت لي المشحون بالكهربا

أنتِ لم تأتي
ليلة اول أمس
ارهابية أنت
وقد كنت اعشق القاعدة
*********************************
*10*
هي لم تأتي
ليلة أول أمسِ

وكانت كالخرافة مضمخة في وميض الخيال
وزرقة الطفولة الساذجة

هي نرجس التوغّل في المحال
لها شهقة الأبجدية واللغة الدارجة

هي نار محشرجة الآفاق
وهائمة في بريق الاشتعال

هي حبة قمح في صمت البيادر
وأهات التوجع في ذبذبات الرغيف

وشموع أصابعي التي أضأتها للخريف
و سديم تضاريس الجسد الموشى بالجلال ؟

هي تأويل شاعر تابط قلبي
وناوشني في رعيل النصال ؟

هي قميصي الذي قّد من قبل
وهاجمتني كالرصاصة واخترقت مجالي

هي لم تأتي ليلة أول أمس
وأنا نمت في بحيرات التردد
و في هرطقات الجبال

هي لم تأتي
ليلة أول أمس
وقاومت أرق السرير
وحساب التفاضل والاحتمال

*********************************
*11*
أنت لم تأتـ /ي
وأتيت أنا بها بكسر تاءها
قالت أنا آخر الأبجدية آخري
فلا تقطع المتن في الظاهر
فعدت إليها وعدلتها
وأنا على نسج الحروف بحائر
قد جئت بالقبس العظيم وناره
وتركت خلف الشعر كل محابري
أنعم علينا اليوم يا عبد المنعم
افصح بقول ناصع متبتل

هي لم تأتي ولم تأت
وعظمي خائر

عناقيد

المواعيد
مهربة في الليالي ، من العصر حتى انفتاق الغسق
العناقيد

كالسحابات في الأفق، وأنت كأول الطلع ، كالفعل شامخة كالشفق
كأني بي الآن أقمع ثورة الخلايا النائمات تستفز فستانك الليلكي
وتشعلين النار في حارات قلبي ويرتفع نشيد اللوز لافتات
وأفعال طرية تثمر جملا وعبارات يافعة
وتضيعين بين الزحام والصوت الرخيم
يتوسد ظلي الصهيد في رقعة الصدر الندي
وأخر مغشيا عليّ
أرى ما أرى من جمال
وأشعر في الرمان يزهر في الضوء الخجول
كأن الحروف تفتش عن نقطاتها في ربيع الكلام
كأني ذبذبات الهزيع الأخير من الليل الطويل
كأنك هديل الحمام يطير
ويضفي على العاشقين السلام

فيا قمح هذي الأرض، أنت اللون قبيل الحصاد بل قبل تكوين السنابل
مذ فجرت حبة قمح اسمك في ذراع الحرائق،

أرسلت إليك مع بريد الحدائق.
فهل نثرت حبك على بيدري، وهل تقرئين ذراعي؟؟
وترسمين في المدى خطواتي؟؟ خذي اللون من قميصي ، ومن لونك هاتِ
من ثمارك فستق ونبيذ أحمر الشفتين وعناقيد ناضجة الشهوات، والفجر آت
هل تستشرفين روحي المستفزة بالذكريات؟؟
وهل تبحرين في غمار الحلم وتستحمين على ضفاف الأمنيات
أذن خذي المجرات بين كفيك والتحفي عيوني والسماء وانتظري القطار
وما هو آت

هذيان


بين الصحو والغفوة
بين الوعي واللاوعي
وفي اللامكان واللازمان
تقفين على الحد الفاصل
كالظل
أو الحب ، قبل درجة الغليان بقبلتين اثنتين
وانأ أنام
أبحر في الأحلام
في التيه الأزرق السماوي
في السحر
في الغثيان
وافقد كل خواصي البشرية
وأسافر كالملاك
بجناحين وتاج
وهالة من نور وجهك الوضاء
تصاحب روحي
أطير دون ذنوب
دون حساب
دون نساء
أطير وحدي
وبعض نفسي
وأخلف الجسد الترابي للتراب
وبين النجوم أسير
اقطف أقمارها
وأحشو بها ثغرات قلـبي
وجراح أصابت مكامن نفسي ذات يوم
احلق في البعيد القريب
والقريب البعيد
أتلاشى
أتلاشى
ملء الحضور
وملء الغياب
وأتيه
كالسراب
كالصمت في لغة أهل الأرض
والفقراء
ابحث عن أنثاي فوق الغيوم
وعند البريق
في عناق السحاب
وجدتها هناك
هناك في البعيد البعيد
كانت مليكة عشق تربعت على عرشها في جلال
مكللة بالأزاهير من كل صوب
مطرزة باللآليء الفوقية
مسورة بصغيرات من جنسها
يترنحن سكارى
بأريج من عذوبة
ووميض من حروف
مسكنة في حياء
وهي هناك
على عرشها
لم تكن سيدة ككل النساء
أو امرأة بتفاصيل العاشقات التي عرفت
ذات عبق
أو ذات مساء
شفيقة الروح كانت
كأنها امرأة
كأنها أنت
كأنها حواء

رفع القلم....إعادة نشر


سيدة القصر بمملكة الجسارة
ساظل في ليلك قمرا وانت جارة
ساكون للشعر عنوانا وللصوت صهيل
واكون شعلتك اللهيبة ..تعلو برقصتك البديعة
ساكون نبراسا لعيني القصيدة وبحرا خجول

ساظل احفظ عن ظهر قلب نبؤتك الجميلة
والشعر مهماز لفكرتك المثيرة
ان التلاقي فروسية اصيلة
فيه التصعلق والتشرد في بلاد لنا فيها القليل

وإذا سألتك بالذي خار الأرض في الأغوار
وهو الذي رفع الى سدرة العرش الجليل
من صخرة صماء
من وطن لنا عرج الرسول
هذي بلادي جارتي وهنا الدليل
هنا لا بد غزة ان يزول ظلامها
سيطل نور الصابرين..ويهل في البحر اللجين
أخر الشهر مملكة الظلام الى أفول
وهنا أقول:
إذا خاطبك الجميع مع قرع الطبول
من قتل قابيل يا هابيل
من هادن ليلا راحيل
من ضاجع في العتمة إسرائيل
من خلق الإقواء في القران وابتذل الترتيل
من طالت لحيته فوق المقبض وامتهن التدجيل
من وأد البنات والأفكار والخيارات بالعزة في غزة هو الذليل
من اجتر الشهوة للسلطة والبيعة والخلافة للوطن البديل

وهنا أقول
إذا خاطبك الجاهلون قولي سلاما
وإذا ساءلاك الشرطيان في التنفيذية
و الموكل لهما التحقيق مع الجثث الثورية
قولي لهما بلا خوف منهما ولا جزع
عن سبب الوباء (...الإصلاح والتغيير)
عن التفلسف الديني لابنة الإيمان والوضع البذيء
عن الشعر الخطابي ألظلامي المدنس بالنزيف
عن غزة الموعودة بالحزن في كل فرح
عن جرح بالأقدار ناح عاجزا
قولي لهم
(عن عاشقين من نار تخاصما في جسدك)
عن يومك المشحون بالأوبئة المخدرة
عن إنفلونزا الحمير وروماتيزم الأنفاق
عن نقاط الخلاف، ونقاط الأتفاق
عن أزمات الفكر ألظلامي والكحول الكافرة
عن المتعاطين أفيون الشعوب
عن المدمنين حشيشة التذمر في زوايا الدائرة
عن دولة الحلال والحرام الفاجرة
عن المولولين للزمن الجميل بالجن الرخيص
عن جيوش الردة المنحطة بيد الجماعة
عن الدستور – وضعي – وليس رباني كما يلهثون
عن الحكومة المقالة – وهزازين الذيول
عن العبث الصاروخي في محصلة النشيد الوطني
عن الكتل البرلمانية وأعضاءها اللقطاء
عن المنسيين على أرصفة اليأس القذرة
عن البلاط الإيراني والمئذنة (جلجلت)
عن المعارك الجانبية وشهداء المقاومة
عن اللولب المانع في فرج العقل الفلسطيني
عن بوابة رفح والحرس الرئاسي
عن الوزراء المعتوهين والرعية وحسن البنا
عن الصولجان وجلد الزاني للزانية
عن السرايا والمقاطعة الابدية
عن الملاريا والسفلس والأمراض الدينية
عن المازوت المهرب ومافيا الأنفاق وبرامج الأقصى واللحى والممثلات المحجبات والنص المقدس والدراما وغزوات خان يونس ورفح والشجاعية والجمل المجتزئة واللغة المحرمة شرعا والصحافة المخنثة إن لم تنطق عن الهوى والرجولات المفبركة، والدشاديش القصيرة وعن بيعة الرضوان والانتخابات وسقيفة بني ساعدة

عن الشيوخ الشباب والليبرالين الدينين والمعصوبين العنين والاذنين وما بين بين، عن الناطقين الرسميين باسم الله ( هي لله هي لله ، لا للسلطة ولا للجاه) وأنت تسأل و الإسلام هو الحل والقاعدة
وعن من خوزقنا ويخوزقنا في كل صلاة، عن المزايدات والمداخلات والجاهليات والاسرائيليات ورجال الدولة والإمارة الورقية والمادة التاسعة من الدستور.
عن اللولوة و الفمفمة والثرثرة والقعقرة واللكننة والدروشة الفكرية!عن أمة متأففة متعففة ممتعضة
عن سياسة اللبننة والصوملة والمحاكم الاسلامية ومثنى طالبا والقوات الضاربة

قولي لهم:

عن التاريخ القديم الرتيب السخيف المتكرر المماطل الممل المقرف التافه المعروف والمتوقع التعيس الرديء الغبي الظلامي القمئ المثقل بالشعوذات والتعاويذ والمطبق على قلوبنا، المتمرد على العقل والمنطق والعلم والإنشاء والشعر والتعبير والإملاء والتبليغ والتصنيف والتحليل والترتيب والتأويل والتفاضل والتكامل والجبر وحساب المثلثات والإحصاء والمختبرات ومخابرات مصلحة النظام وحراس الثورة البائدة.


إذن قولي
إذا جاءك الشرطيان الموكل لهما التحقيق مع الجثث الفتحاوية
إن الله قد رفع القلم

شفة النار

أخط الطريق إلى المستحيل، أصعد في نشوة عتبات الزمان، خلف صوت النور في عتمة الغيب

في خيمتي الإعصار والجرح النازف رغيفي اليومي، والشتات طريقي، افتح يومي بصباح الموج والصمت وعيون الرياح أرسلها على كوخي الصغير، ورائحة البحر القريب البعيد وعنوانها المكتوب على صدري سيقرؤها ساعي البريد


تقاطعت ذراعي والسرو المدلل على سفوح الجليل، وتعانق لبن النشوة والصحو في عيون التواريخ الحديثة وذكريات البحر وابريل


صار دمي بوصلة النخيل
حيث تسير القوافل في مياه الزهر والملح وأفيون الشعوب، والأناجيل المزورة للفضاء ورياح السموم

كم شفة للنار تقضم جسدي وجيل الانتكاسة الأولى والثانية ؟
كم شق كما الإسفلت يمتد في قسمات المدى والكون الصغير ؟
هل شق الرجال صدر القدس والبيت العتيق، والوجوه الواجمة؟
لما وصلت القدس لم اسمع عتابا
أين أهازيج الرجال؟
أين الزوايا والقباب؟
أين ابتسامات السور وأفراخ الحمام ؟
وشموع القيامة التي أتى بها الرهبان من بقاع الأرض؟

أين الدموع التي أشعلتها أغاني العاشقين ؟

تعالي سيدة الكون وصلي على جبهتي ركعتين اثنتين
كي لا تستحيل القدس عاصمة للجنون

منها وإليها

أحيانا يسيطر علي شعور بالحاجة إلى الخروج من هذا العالم إلى عالم أكثر أمنا وهدوء ووحدة وطبيعية، ليس لأن المحيط الذي أعيشه سيء أو أنني تعرضت - كغيري - للكثير من التجارب والإخفاقات، بل ربما لأنني أؤمن أنني كإنسان ابتعدت كثيرا عن أمّنا الطبيعة، وأن التصاقنا الفطري بالأرض - التراب الذي خلقنا سبحانه وتعالى منه - أصبح ضعيفا بل وضعيفا جدا.

لقد كثرت الشكاوى حول المشاكل النفسية ومضاعفاتها، وازداد عدد من لديهم الاستعداد للاعتراف أنهم بحاجة لمساعدة وعلاج، لكن مجتمعاتنا العربية تسودها ثقافة مفادها أن المريض النفسي باختصار شديد هو " مجنون". ولو أمعنا النظر في محيطنا لوجدنا أن مدن عربية كاملة لا ينقصها سوى جدار يحيط بها من كل جانب ولافتة كبيرة على بوابتها الرئيسة يكتب عليها بالخط العريض " مصحة نفسية"

ربما أجد نفسي مبالغا، لكني أرى أن الابتعاد عن الطبيعة في المجتمعات الحديثة سبب جوهري تتآكل فيه القيم الإنسانية ويمتهن الإنسان بإنسانيته قبل كل شي.

كنت قد درست مساقا جاء تحت عنوان " علم نفس الألون" وكان أن قررت البروفسورة مدرسة المساق في المحاضرة الأولى أن تخرج بنا إلى حديقة جبلية قريبة، وطلبت منا أن نجمع عدد غير محدود من أوراق الشجر - الأخضر واليابس، ثم جلسنا مجتمعين، وسألتنا أن نتفحص الأوراق وألوانها، وأن ندقق النظر في الورقة الواحدة، أن ننظر في الخطوط والألوان وتدرجات اللون الواحد، وكيف يتغير اللون على الورقة إذا ما نقلناها من الظل إلى النور وبالعكس، وأمور كثيرة أخرى.

منذ ذلك اليوم بدأت أرى الحياة أجمل، والطبيعة أروع وأرقى، وأيقنت أن الحياة تستحق أن تُعاش، " على هذه الأرض ما يستحق الحياة. م.د " وبدأت أقدم النصيحة لأصدقائي أن يخرجوا للطبيعة من حولهم كلما شكى أحدهم من ملل أو تعب . وكانت النتائج في كل مرة مفرحة، لقد كانوا يعودون بحالة مستقرة نفسيا وراحة كبيرة.

فالبرغم من إيماني بصحة مقولة ابن خلدون " الإنسان مدني بالطبع " إلا أن الشعور بالحاجة الملحة للعزلة تجعلني أكثر إيمانا أن هناك خلل ما يدفع بالاتجاه المعاكس، ذلك أن العيش في جماعة - أفرادا مستقلين ومعزولين عمليا رغم ادعاء التواصل التقني "ثورة الاتصالات" على الشاكلة التي تعيشها مجتمعاتنا الحديثة اليوم - وخاصة الصناعية والتجارية منها - تقذف بنا إلى أتون أشيئة الإنسان، بحيث يبدو كآلات مبرمجة، تقوم بتنفيذ أوامر معدة مسبقا ومحكومة بزمان ومكان وحسابات ربحية وكذلك نتائج متوقعة.


تذكرت قصة خروج احد النسّاك مع تلميذ له إلى الغابة المحيطة بزاويته، عندما حل الليل قال التلميذ: يا الله ..يا لهذا السكون!!
لحظتها نصحه الناسك : لا تقل أبدا " يا لهذا السكون!!" بل اسأل: اين صوت الطبيعة!!.

ربما هذا الشعور الذي ينتابني هو ما يحدوني على التفكير المستمر بالخروج الىالأصل (أنا فلاح ، أبا عن جد )بعيدا عن المدنية والحداثة، لان عدم الاستماع إلى إيقاع الطبيعة هو الموت بعينه والذي لا يوازيه إلا الفراغ القاتل والصمت المريع.

هل فقدان الإنسان الحديث لقدرات كثيرة كان يمتلكها جاء بسبب بعده عن الطبيعة واعتماده المتزايد على الآلة؟؟
هل هذا البعد يبعدنا عن القيم الفطرية العليا للإنسان كالصدق والكرم والنخوة والشهامة، والتي أصبحت استثناء وليست قيم عامة، ومتنحية بدل أن تكون سائدة ؟؟

هذا حقيقة ما يؤرقني ، وما يستفز الطبيعة وعدم احترام القوانين الكونية الطبيعية وأسوءها مكننة الإنسان لأخيه الإنسان لدرجة أغضبت البيئة المحيطة والتي ثارت في وجهه مرسلة رسائل شديدة اللهجة ومحتجة على هذا التلوث المستمر والمخيف لبيتنا الكبير على هذا الكوكب.

إن هذا الكم الهائل من الأعاصير والزلازل والبراكين وارتفاع درجات الحرارة في مناطق لم تعهد هذا الارتفاع أو هبوطها في أخرى لم تشهد مثله من قبل، ما هو إلا إشارات على الإنسان أن يفهمها جيدا، وعلينا كبشر أن نعمل على تجنب كل ما يستنفر الطبيعة الأم وعلى رأسها عودة الإنسان إلى أحضان هذه الأم الرءوم التي خرجنا من رحمها وإلى رحمها نعود