إنحدار



قالت: يا شاعر المطر...الأرض عطشى..تشققت سهولها والهضاب

أمطر علينا بربك...أمطر عل الورود كي تزهر في قلوبنا
لنغفو على ساعد القصيدة ساعة...ونفيق من حلم يراود ثمار حياتنا المرة
كم مرة على أن أقول احبك؟؟
تحية معطرة بأورجانزا العمادة الليلية
في الأول من شهر الرذاذ...
قبل هلال الياسمين بقبلتين
كتبت ما يلي:



(1)


جائر ذاك المدام والهوى لهب
خائر في سحيق الانحدار
في أرق السرير ..الجحيم
في علاج الإبر العربية
في وخزِهِ الحّار
في ليلِ لم يهب لي القصيدة كلها
وهبَّ في القطيعة كالقطيع
فاجأهُ الذئب والغنم القاصية
في ظلمة السوق والأفكار البالية
عاجز عن فهم أفكاري
وهولاكو طاغية قديم
خذ كل قلبي واترك الألم إليَّ
وهب لي تلك القصيدة واترك الباقي عليَّ

(2)

وقفت على سلم النور
أول الحب بكتيريا
وغرفة موبوءة بالقوافي
ماسح ضوئي لوعيها المشاكس
يسرقني إلى حافة الموت
وتنهال عليَّ كما الترابِ في عينِ الخطيئة
تجمدت الحروف على شفتيَ
ورسمت خطين في زوايا الجسد
وبقيت وحدي هناك
لم تك هي ولم أعد أنا هنا

(3)

الآن تطيرين على جناح الضوء في حساب التفاضل للشعراء
وتكفرين بالنور اللغوي للنص الممهور بالرفض الشاعري
وأنت تفوحين بشذى اللوعة بسادية رهيبة
وتغادريني مهزومة رغم ديباجة اللغة المدججة بالعطر
والصوت الطاهر للغواني والصور المبتورة بسوء العاقبة
وبريق الشفتين والكحل البنفسجي والعيون الذابلة

(4)

أنا وحدي ضوء القصيدة
أنا وحدي الماء والاحتمال
أنا نبوءة اللغة الثائرة
في عناد الشعر والطاعة العمياء
منحتك الرفض في عتاد المواقف
وأودعتك الهمَّ في انفجار القصائد
وهبطتُ أحني قامتي لينبوع الحنان
أرسم المستدير والمستدير
لأعطيك درسا عميقا في البلاغة
فكيف ترسبين؟؟
وكيف لا تدركين بوصلة المعاني؟؟
وتحكمين على الشعر بالقافية

(5)

خسرت الرهان خسرتِ الرهان
خسرتِ الرهان والكتابة
خسرتِ الرهان والكتابة والأسئلة، وخسرتِ الأجوبة
خسرتِ الرهان والكتابة والأسئلة، وخسرتِ الأجوبة، وسقطتِ في أول تجربة
ثم كسرتِ المحبرة
(6)

أنا وحدي ضوء القصيدة
وأنا وحدي ماؤها والنواة
أنا حمضك النووي وإنزيم الحياة
أنا مطرقة اللغة المحصنة بالخيال
وهرطقة الصعاليك من عهد عروة
بعيدا أغوص فيك..في جمجمة الأرض
في النصف الخالي من صحراء قلبك
سأعري الشعر إمامك
في ذرى الصقيع الملتهب
وبؤرة القلب المتوهجة
سأزلزل ما نسميه الضمير
وأعيد بناء العروض
وخامات الأنوثة والرجولة
وأفلاك الطريق
والبلاغة في حب الشباب
المكلس بالتيه والجوع والثورة أيضا


***

أنا وحدي ضوء القصيدة
وأنا وحدي ماؤها والنواة
سأخلع باب التربية الكاذبة
وأعلن من فوق عرشي الشعري
جواز الوقاحة في عناد مراهقة
وقلة أدب الطلبة على باب المدرسة
سأغفر لابنة الشيخ الهاربة
ولا بأس من قبلة بتول تسير إلى حتفها واثقة
لأنك أغلقتِ الطريق أمامي
سأسمح بدفقه الماء المكدس
ليسير حرا في قنوات الطريق
ويجري كما النهر على قارعة النزوات
سأعلنها ثورة للروح في الذاكرة
ستخرجين من هالة رحمتي الفصحى
وأعلنك منذ اللحظة كافرة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ارحب بردودكم