النّجمة السداسية، نجمة كنعان / نجمة الحِكمة؛ رمز التّخصيب و الإيلاج السماوي - الأرضي!

 النجمة السداسية الذي يعود زمن استخدامه للدّلالة على عملية التخصيب هذه إلى زمن أقدم بآلاف السنين من ظهور اليهود على مسرح التاريخ و من ثم تبنيهم له كرمز لدولة إسرائيل مع نشؤ الحركة الصهيونية لاحقاً في أوروبا في القرن الثامن عشر 18 الميلادي عوضاً عن رمز الشمعدان اليهودي (شجرة الأنوار البابلية / مهرجان النّور / أنوار شجرة عيد الميلاد). و أصل هذه النجمة معروف لدى التّاريخيين و المُختَصِّين بالآثار على أنّه يعود أصلاً إلى الحضارة السّومريّة، فقد عُثِرَ على لوح طيني سومري عمره أكثر من ستة 6 آلاف عام يحمل نقشها بوضوح (النّقش موجود حالياً بمتحف برلين في ألمانيا) لكن يسود الإعتقاد بأنه كان يرمز عندهم إلى علوم السّحر و الفلك و إلى كواكب المجموعة الشمسيّة التي تُحيط بالكوكب الضّائع (كوكب نيبور)، هذه العلوم اللتي أصبحت محظورة على عامّة الناس في المرحلة التي تلت تلك الحضارات و الدّيانات الوثنيّة في زمن نشؤ و تكون الأديان الشرق أوسطية خاصةً الدّيانتين اليهوديّة و المسيحيّة. لكن من أقدم ما وصَلَ إلينا من الديانات الوثنيّة لهذه الحضارات القديمة التي أتت بعد الحضارة السّومريّة، أي عند البابليين و الآشوريين و الأموريين / العموريين و الكنعانيين أنّ هذه النّجمة 
* د. سام مايكلز Dr. Sam Michaels
كان من أقدم و أشهر الرموز المُعَبِّرة عن هذا الإتحاد أو التّخصيب السماوي / الشمسي لأمنا الأرض هو رمزكانت ترمز للإيلاج أو الإتّحاد الجنّسي و إلى الخصوبة الجّنسيّة حيث كان المثلث المتجه نحو الأسفل يمثّل فرج الأنثى و المثلث المتجه نحو الأعلى يمثّل العضو الذكري كدلالة على الفعل الجّنسي المُقدّس لاتحاد الآلهة السماوية (آن / أن) بالآلهة الأرضية (كي) و التي تلتها إلهة الخصب و الجّنس المُقدّس إنانا / عشتار أو عشتروت و آلت من بعدها لإبنها الإله السّوراقي بعل / ب-عِل إله الخصب و الجّنس المُقدّس، فنحنُ اليوم نشير إلى الأرض الخصبة ب"البعليّة" أو "أرض بعل" و هي الأرض التي تستقي من الأمطار و لا تحتاج إلى ري أو سقي و كذلك تقول المرأة أنّه "حضر بعلُها" أي "حضر زوجها" في دلالة على فعل الخصوبة لهذا الإله. و تُعتَبر النجمة السداسية من أهم و أقوى الرموز في علوم السحر و الشعوذة، فقد كانت الديانات الوثنية القديمة تقدس الإرتباط بين الذكر و الأُنثى، و كانت تربط الجنس ببعض طقوسها الدينية، خاصة طقوس عبادة عشتار و بعل في بلدان الهلال الخصيب / عبادة إيزيس و ابنها حوروس عند الكمتيين المصريين القدماء / عبادة أفروديت و ديونيسيوس (أدونيس) عند اليونان / عبادة فينوس و باخوس عند الرّومان، و كانت النجمة السداسية ترمز للآلهة مولوك / مولوخ و إله كوكب زحل الذي كان يرمز له بالنجمة السداسية حيث كان إله كوكب زحل هو الإله الأكبر عند الكلدانيين، ثم قام الحاخامات التوراتيّين بنسخ المعلومات و الرّموز التي تعرفوا عليها في العراق في فترتي السّبي و الأسر الآشوري و البابلي كما هو معروف و نسبوها إليهم و كما هي عادتهم في سرقة تُراث و ثقافات الغير و قولبتها بقالبهم و تطبيعها بطابعهم كما هي كافّة أكاذيبهم و التي باتت معروفة للجميع و لم تعُد تخفى على أحد اليوم




للذين يجهلون حقيقة النجمة السداسية و يعتقدون أنها رمز صهيوني و يمقتونها و يكرهونها لان اليه  الصهاينة اتخذوا منها شعاراً لدولتهم الغاصبة نقول لهم: أن الصهاينة سطوا على هذا الرمز من الديانة اليهودية المنبثقة مباشرةً من الديانة البوذية و التي تلعب فيها هذه النجمة دوراً أساسياً في الترميز إلى الحكمة / حكمة بوذا، و قد رأى فيها أعضاء الحركة الصهيونية مدخلاً مثالياً لادّعاء أحقيتهم في جنوب بلاد الشام / فلسطين، حيث كان هدفهم تكوين دولة دينية تتبنّى هذا الرمز. و قد استخدمها اليهود في مجموعة الدفاع عن مدينة براغ عندما كانت جزءاً من امبراطورية النّمسا عندما هاجمتها دولة السويد في عام 1,648 م، ثم اختارتها الحركة الصهيونية في عام 1,879 م رمزاً لها باقتراح من ثيودور هرتزل في أول مؤتمر صهيوني عُقِدَ في مدينة بازل باتخاذها شعاراً للصهيونية و رمزاً للدولة اليهودية مُستقبلاً

تاريخياً بدأت النجمة السداسية كقرص شمس، و كان رمز عبادة عند السومريين ثم استعملها البابليون من بعدهم، ثم وجدت في مُعظم الحضارات التي تلتها، حيث نراها في حضارة أوغاريت و باقي ممالك الكنعانيين الفينيقيين و العبرانيين و أيضاً عند قُدماء المصريين. إذاً النجمة السداسية كانت موجودة عند كل هذه الحضارات القديمة منذ آلاف السنيين قبل أن يتّخذها الصهاينة في القرون الوسطى شعاراً لحركتهم و دولتهم (إسرائيل) فيما بعد!!! و هي من أكثر الرموز السوراقية الكنعانية و الكمتية فلسفةً و روحانية. النجمة السداسية المؤلفة من مثلثين متقاطعين، الأول قاعدته إلى الأعلى و رأسه إلى الأسفل يُمثّل السعي الإلهي للحلول في البشر، أما المثلث الآخر فمُتَصالِب معه قاعدته إلى الأسفل و رأسه إلى الأعلى و هو يُمثّل سعي البشر للفناء في الإلهي و تقاطعهما هو المُخَلِّص أو الفادي أو المسّايا المسيح / يشوع - يسوع / محمد المُختار المُصطفى / الصّادق الأمين / المحمود الصفات / إمام الزّمان / المُهدِي المنتظر و هي جميعها صفات للإله البعل العلي العالي / أدد-هدد-حدد / دو مو سين-دوموزي-تمّوز / أدون-أدوناي-أدونيس / أوزيريس-حوروس و غيرهم. و هي تُشاهَد بكثرة في البيوت و الكنائس و جدران المعابد في دمشق القديمة و باقي مدن العراق و سوريا و على امتداد ساحل شرق المتوسط (سوريا-لبنان-فلسطين) حيث نقشت فيها النجمة السداسية … هذه النجمة تمتلك حضوراً فنيا و فلسفياً راقياً في الحضارة السوراقية و الكمتية العريقة و هي تظهر جليةً في فن الزّخرفة الإسلامية و بشكل خاص في أيام العباسيين و أيضاً الفاطميين الذين أطلقوا عليها إسم “نجمة الحِكمة” (إسمها و مدلولها البوذي-اليهودي الأصلي) لما تحمله من دلالات فلسفية عميقة. في حضارة أوغاريت كان المثلث الذي رأسه للأسفل رمز الأنوثة أما المثلث الذي رأسه للأعلى فكان رمز الذكورة و بتداخل المثلثين تولد الحياة! و قد عثر الباحثون على نجمة الحِكمة هذه في العديد من التُّحَف الفنيّة الأثرية و الأبنية و المواقع الأثرية نذكر منها:

1. ختم بابلي تظهر به نجمة عشتار يعود لمُنتصف الألفية الثانية ق.م.
2. نجمة سداسية محفورة على مدخل مدفن كنعاني يعود لمُنتصف الألفية الثانية ق.م. (موجود في المُتحف البريطاني بلندن)
3. نقوش في معبد بعل-بك، مدينة بعلبك - لبنان
4. مدفن مسيحي في دير في دمشق يعود لعام 622 م
5. سقف كاتدرائية في أرمينيا تعود لعام 1,100 م
6. جدار كنيسة مسيحية في أرمينيا تعود لعام 1,200 م

7. عملة من عهد صلاح الدين الأيوبي تُظهِر على الوجهين النجمة السداسية
8. نقوش على صندوق من العاج يعود لفترة الحكم الإسلامي (المتحف البريطاني - لندن)، و كثير غيرها
أمّا في الديانات المصرية القديمة و التي يعدّ قدماء المصريين من أوائل من استعملها فقد كانت النجمة السداسية رمزاً هيروغليفياً لأرض الأرواح و بحسب المُعتقد المصري القديم فإن النجمة السداسية كانت رمزاً للإله (أمسو) الذي كان أوّل إنسان تحوّل إلى إله و أصبح إسمه الإله (حوروس) و الذي من إحدى أهم و أشهر رموزه أيضاً العين الحارسة و نحنُ نقول "العين تحرسك" نسبة إلى هذا الإله المصري القديم .. أيضاً رمز النجمة السداسية كان مُستخدماً من قبل المشعوذين و السّحَرَة المصريين القدماء، و لا يزال حتى الآن يستخدم في السحر و العلوم الشيطانية لاستدعاء الجان و الأرواح الشريرة في بعض الأوساط أو الفرق الدينية الإسلامية، و كلمة (هيكس) الدالة على الرقم ستة 6 في الإغريقية تعني (السّحر أو التّعويذة أو اللعنة) ولمحبي ربط الرموز بالأرقام، فإن الهيكسوغرام يحوي على ستة 6 زوايا و ستة 6 أضلاع و ستة 6 رؤوس أي الرقم 666 و هو رقم الشيطان المعروف، و لا يزال الهيكسوغرام حاضراً ضمن مراسم و رموز الفلكيين و الماسونيّين

* إحدى الصّور المُرفقة تُظهِر أقدم ذِكر للنجمة السداسيّة في التاريخ على لوح أو رقم طيني سومري، أمّا الحضارات التي تلتها و الأديان التي تعاقبت بعد الديانة الوثنيّة السومريّة فقد تفنّنت في تغيير أصل المضمون و هذا معروف لدى المُتابعين للشعوب و اقتباسهم من مُعتقدات الحضارات التي سبقتهم 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ارحب بردودكم