ماذا تفعل الان

what  r u doing



ماذا تفعل ؟؟ ...أنا؟؟

نعم، أنت...

ماذا تفعل الآن؟؟



كالعادة...مثلي تماما، تتصفح الانترنت..تقفز من موقع إلى موقع..تقرأ عناوين، تمر عنها سريعا يجتذبك موضوع ما...تفتح الرابط..وتبدأ بالقراءة، ما هذا؟؟ لا علاقة للعنوان بالموضوع..تزمجر وتغلق النافذة بأسرع ما تستطيع، ها قد دخل س على الماسينجر..وكاف تتظاهر وكأنها مشغولة..لا بد أنها تشيت - تتحادث - مع ع ..يا عيني، وتقول في نفسك : الحمد لله، فوضعي اوفلاين...لن يزعجني ص بدردشاته التي ترفع الضغط.



يباغتك شريط ذات لون اصفر يدعو للاشمئزاز، صعد من اسفل الشاشة كعفريت صغير.

وصلك بريد جديد. ترى من يكون؟؟ صديق قديم...بلا بلا بلا... رسالة محولة الى العشرات، عليك ان تبعثها الى عشرة اشخاص على الاقل.. فقد بعثها تاجر وبعد اقل من ثمانية واربعون ساعة، ربح في صفقة كبيره...ولم يبعثها طبيب وإهملها، ففقد ولده في حادث سير... لا حول ولا قوة الا بالله..ترتعد خوفا...اذا عليك ان تبعثها وإلا ..........على اي حال، لن تاخذ من وقتي اكثر من دقيقه...ولما المغامرة...قد يكون صحيح..لو لم ابعثها.



هذا ارهاب فكري، قد تقول...وانا اعتقد ذلك، واقسمت، لن احول أي رسالة مهما كان محتواها..إذا تعرضت لهذا النوع من التهديد والوعيد، بل سألقيها، كغيرها في أكبر سلة مهملات متوفرة في الأسواق. وها انا والحمد لله بنعمة من الله وفضل، اكتب وتقرأ ما اكتب، بل لن اكتفي بهذا، وسارد على مرسلها راجيا ان لا اكون مرة اخرى من بين العشرة (المبشرين او المنذرين) في قائمة أصدقائه البريدية، وسأخبره بما فعلت، ولن تخيفني هذه التهديدات مهما كان مصدرها وبغض النظر عن مضمون الرسالة او حسن النوايا التي قد تكون من ورائها.



ترى ما جديد المنتدى اليوم؟؟..شريط الإعلانات المتحرك يمر مسرعا كقطار..عربات من العناوين تطارد بعضها.

حلو ...وجدته، منذ فتره وإنا ابحث عن هذا البرنامج..( عليك إضافة رد حتى تشاهد الرابط ).

إجباري يعني؟ وما له، يا سيدي ( شكرا )...حمل من هنا

الرابط لا يعمل، مممممم ..هل تندب حظك؟؟ ..كنت تريد برنامجا مجانيا، لم تحصل عليه، لكنك أضفت ردا مجانيا..



بيب.. بيب..هاتفك المحمول يموء كقط مرتجف باغتته سحابة صيف عابره فهرب شبه مبتل يرتجف تحت نافذة البيت محكم الإغلاق...وعليه ان ينتظر حتى يصل احد افراد العائلة، وقد انهى يوم عمل شاق، فيتسلل مسرعا بين قدميه حتى انه فاجئه - فسمى بالله - وهو يرتعد خوفا،..أيها الشرير، ما الذي دعاك للخروج...؟؟؟ أفأر متسول، ام تراها قطة الجيران؟؟

هي رسالة قصيرة على الموبايل...كلام فارغ ..ولكنك تبتسم..وتعيده الى مكانه بلطف



كنت أحب ذلك الخليوي القديم..صحيح أن حجمه كان كبيرا نوعا ما، الا انه كان ظريفا، هذا الجوال الجديد يجب ان أحافظ عليه..ولن افعل به ما كنت افعل بالقديم..فيه ميزات كثيرة، وأكثر ما يعجبني فيه، هذه الكاميرا عالية ألدقه...رغم انني لا أصور في الشهر صورة او اثنتين ...وربما تمر الأيام حتى أكاد انسي بالكامل انه يحتوي على كاميرا أصلا ..والأمر نفسه بالنسبة لتقنية البلوتوث.



برنامج الحماية يستأذنك بالتحديث..فتأذن له..تقفز في وجهك نافذة حمراء...يا ساتر..فيروس؟؟؟ لا ...لا

(الكود السري الذي أدخلته في القائمة السوداء ..يرجى إدخال الكود الصحيح..او اضغط هنا لشراء واحد جديد) بالمناسبة، هل فكرت كم مرة تضغط في اليوم؟؟

إذن، هو الكراك الذي لا يعمل؟؟ لن احمل من ذلك الموقع مرة أخرى. سأبحث عن شيفرة جديدة.



كم الساعة الان؟؟..تتساءل ..تبحث عن ساعة معصمك الأيسر..ثم تنظر الى ساعة الهاتف..لا تثق بساعة الحائط الجميلة، تقول لماذا انسى كل مره، أن هنالك في اسفل الجهة اليمنى من الشاشة ساعة... نادرا ما انظر اليها ، وكأنها بعيدة جدا.....مظلومة هذه الساعة..لا احد يعيرها أدنى اهتمام.. هي صغيرة صامتة عل كل حال، إذ يمضي الوقت مسرعا ولم تذكرني بصلاة العصر قبل أن تسقط الشمس في البحر..



ولكنك لم تجبني، ماذا تفعل الان؟؟ ستقول: اقرء ما تكتب، اقول لا ..انت تقرأ نفسك..

ولهذا لن تضيف ردا.....فهو ليس إجباري على اي حال، وسيبقى ما في نفسك سرا....ربما لا تعرفني ولن تعرفني ، ولكنك بالتأكيد تقرأ.. ما اكتب عنك او عن نفسي، او عن سكعص .. وربما اكس اذا لم تتسع أبجدية اللغة لاسمك المستعار..وهو ليس مستعار على أية حال، هو مرآتك، وانت من سميت به نفسك .. الا يمكن ان تكون انت الكاتب؟؟ ويبقى السؤال، ماذا تفعل انت؟ ماذا افعل انا؟ ماذا نفعل كل يوم على هذه الشبكه العنكبوتيه، بل قل الاخطبوطيه.؟؟ المخيفة..تتمدد فينا، الى اعماق اعماقنا..قادمة من اللانهاية..كالثقب الاسود..تبتلع كل شئ، حتى احاسيسنا، صورنا..هويتنا، احلامنا، من نحن؟ ما هو دورنا؟ وكم حجمنا؟ في هذا الكم اللامتناهي من المعلومات..هل وجدنا ضالتنا؟ وهل اضفنا اليها شيء (أي للشبكة) هل تركنا بصمة عليها..اين لغتنا فيها؟وما هو موقعنا وموقعها بين لغات الارض..



هل نسينا ام تناسينا أن لنا أم وأب..أخ وأخت..زوج او زوجه .. ابن وابنه..تركناهم على مقاعدهم لساعات..وجلسنا نحملق في شاشة بلازما بحجم تسع عشرة بوصه او اقل بقليل، نسافر معها في عالم افتراضي، نضحك مره ونبكي أخرى..نلعن مئات النوافذ التي تفتح في وجوهنا عنوة..فتأخذنا الى حيث لا ندري..نغلقها فتفتح لنا أخريات ، وهكذا الى ان تشد انتباهك فتصحو على حركة خلف نافذتك المطلة على حديقة بيتكم الخلفية، انه اهتزاز زهرة تدحرجت عليها حبيبات الندى ببطء شديد وبانحدار حزين، فذكرتك بدمع تساقط يوما على خدك وأنت تودع حبيب.



ويتوالى صدى السؤال بلا انقطاع:



ماذا تفعل؟؟ ماذا تفعل؟؟ ماذا تفعل؟؟ ماذا تفعل؟؟ ماذا تفعل؟؟ ماذا تفعل؟؟ ماذا تفعل؟؟ فكر قليلا... ماذا تفعل؟؟ هل تعبت؟؟ هل فكرت؟؟



طارق موقدي

-----------------------------------------------------------------------------------------





ملاحظة غير ملاحظة: حقوق الطبع والنشر غير محفوظة، والله خير حافظا وهو ارحم الرحمين









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ارحب بردودكم