السلام؟؟










السلام؟؟؟

اشعر بالغثيان..كلما ارى او اسمع ان مسؤولا فلسطينيا او عربيا، اجتمع بالاسرائيليين او تفاوض معهم تفاوضا مباشرا او من وراء ستار.

وقد يبدو هذا غريبا اذا علمت انني من انصار السلام في نفس الوقت..بل لربما يكون ذلك ضربا من ضروب التناقض المجنون..

لا اريد ان ازاود على احد...ولكن هذا هو شعوري، بل ساكون اكثر دقة واقول هو ايماني المطلق


وهو ان السلام مع اليهود مستحيل..ولهذا السبب فقط اناصر الاتفاقيات الحالية مع هذا العدو..لشديد ايماني انها اتفاقيات


هشه ومؤقته مهما بدت صلابتها او متانة الورق الذي خطت عليه.


ومهما كانت الاوصاف التى قد تحملها ، كالسلام العادل والدائم والشامل وما الى ذلك من توصيفات اتعبت نحات اللغة في استنباطها، وجهابذة السياسة في تسويقها، فلن تدوم طويلا..وان بدت كذلك..فهل ستسمر عشر سنين عشرون خمسون عاما،


الا ان الحرب معه لن تلبث ان تدور رحاها من جديد. وقد تشهد فلسطين فترات من الهدوء او الهدنه، لكنها اشبه ما تكون باستراحه بين شوطين في مبارة كرة القدم.

سالني احد اصدقائي الامريكان ذات مره هذا السؤال: متى ستقيمون سلاما مع اليهود؟


لم اكن لحظتها لاتقمص شخصية الدبلوماسي لابدء بالقول.: في الحقيقه اننا....كفى بربكم


قلت له بصراحة ساصدقك القول ولن ارد عليك بالاجابات التي تعلمناها في مدارس السياسه ، بل كفلسطيني عرف اليهود عن قرب..ليس بسبب الاحتلال ولكن فكرا وايدلوجية وعلوم التوراة والتلمود والكابلاة، وعليه فجوابي باختصارهو:

عندما يتوقفون عن استنشاق اوكسجين من هواء فلسطين..وقتها تستطيع القول ان السلام سيعم ارض السلام بل الكوكب الذي تتقاسمه البشرية جمعاء.



ولكن كيف بك تؤيد اوسلو وما تلاه؟ قلت ساقص عليك قصة اتفاقية السفينه..وليس بعيد عندما انهزم الالمان في الحرب العالمية الثانية. وجد الحلفاء من فلول الجيش الالماني احد الجنرالات واخذوه على متن سفينة حربية ليوقع بالنيابة عن بلده وجيشة على الاستلام..اذ لا بد من توقيع ما حتى تتوقف الحرب رسميا.



كان اتفاقية مجحفة بكل المقاييس..لكن الجنرال الالماني فتح على الصفحة الاخيرة حيث يجب ان يوقع وفعلها دون تردد.

وخرج مسرعا، وتلقفه رجال الصحافه بسؤال: كيف توقع على اتفاقية من الف صفحة دون ان تقراها؟


اجابته هي اجابتي على سؤالك وان كنت لست جنرالا : قال صحيح لقد وقعتها دون ان اقراها ، لانني متاكد ان جنرالا اخر من امتي سيمزقها دون ان يقرأها كذلك.


لم يكن ذلك الجنرال خائنا لوطنه..بل مدركا للحظة والظرف الذي يعيشه شعبه، وبدات الاجيال الالمانية العمل على الغاء بنود تلك الاتفاقية بندا بندا، وتفريغها من محتواها، وفي اقل من خمسين عاما عادت المانيا دولة اقل ما يقال فيها ان من الثمانية العظام هذه الايام.


ربما اسهبت في محاولت اقناعك..ولكني اعود للتاكيد اننا لسنا المانا، وانهم اي اليهود ليسو من الحلفاء.

والسؤال الذي يطرح نفسه اذن: من نحن.؟ ومن هم.؟؟ ماذا تعني فلسطين بالنسبة لنا؟ وماذا تعني بالنسبة لهم؟ ولا اريد ان استطرد اكثر، حتى لا ابدو استنسخ الدكتور فيصل القاسم في برنامجه الاتجاه المعاكس


وللحديث بقيه...............

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ارحب بردودكم