مطر أنثوي

اليوم كانت صاخبا
مطر انثوي اللون والطعم والرائحه
كأن العصافير نائمه
تسللت ذراعها تحت ذراعي
وكان معطفي كبير ليجمعنا معا
كتفا بكتف
اللهم الا بعض سنتمرات قليلة
كانت تحتاجها للتوازي
لا باس عليك
قلت:
لقد صنعوا الاسرة افقية
لا قيمة للطول هنا.....
ضحكت وهي تهمس
:- اسرع...حتى لا يرانا ابي
ماذا ساقول لو فاجأنا الان
على الرصيف المقابل؟؟
:- قولي له اخي
ضحكت وهي تقول
:- شيطان
تاخرنا كثيرا ..وصارت السماء مدرارا
لم يفصلنا عن البيت سوى عشرات الامتار
لكن الشارع كان عريضا
ولم يكون بمقدوري ان اسير كالديك في خط مستقيم
فكنت احاول حماية جدران الجيران من الانهيار
اسند هذا قليلا...فاخاف علىالمقابل ان يسقط
تعرجت جيئة وذهابا من الرصيف الى الرصيف
كان معطفي يكبر مع كل زاوية حادة وانا اجرها معي
المطر الان خفيف
قالت تاخرنا كثير
قلت ليس ذنبى، البيت قريب
اكاد اراه..لكن الشارع عريض
اخيرا وصلنا...كان الضوء شديدا
قلت: اطفئ المصابح اكاد لا ارى
لماذا صنعوا اقفالا ومفاتيح صغيره؟؟
صعب على المبتل بالنبيذ ان يفتح الباب
كان لجدي بيت ومفتاح كبير
كانهم علموا ان العودة تحتاج دليلا كذلك كبير
ما الذي اتى بجدي على مدخل حانتي
فتحت الباب ..ادركت هنا معنى الفارق الضئيل
بين طولي وطولها...
بضع سنتمرات قليلة تكفي لان ارتكز على حبيبتي
في لحظة يصغر فيها المفتاح ولا تتوقف البيوت فيها عن الدوران

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ارحب بردودكم