محمد بابا..مبدع من الجرح

فاز بأفضل صورة صحافية دولية في الولايات المتحدة لعام 2008
محمد البابا: البعد الإنساني للصورة كان وراء فوزها بالذهبية

نجلاء عبد ربه من غزة: ردًا على تبرئة الجيش الإسرائيلي لقتلهم المصوّر الصحافي الفلسطيني فضل شناعة، أهدى مصور وكالة الأنباء الفرنسية محمد البابا، فوزه بجائزة أفضل صورة صحافية دولية في الولايات المتحدة الأميركية في مسابقة التحرير والنشر الأميركية لأفضل الصور الإخبارية للعام 2008 إلى روح صديقه ورفيق دربه شناعة.

وقال محمد البابا لـ "إيلاف" إنه كان يتوقع أن تفوز إحدى الصور التي إلتقطها خلال قصف سيارة وكالة رويترز التي كانت متواجدة في منطقة إجتاحتها القوات الإسرائيلية وقامت بمجزرة ضد الفلسطينيين الأبرياء في 16/4/2008، قتل خلالها مصور رويترز فضل شناعة.

وأضاف البابا أن "الصورة التي فازت بالجائزة الأولى، نشرتها صحيفة النيويورك تايمز الأميركية، وهي أوسع الصحف إنتشارًا في الولايات المتحدة الأميركية، مشيرًا إلى أن تصدرها للصفحة الأولى في الصحيفة الأميركية يدحض كذب الجيش الإسرائيلي بعدم مسؤوليته في قتل مصور رويترز خلال المجزرة نفسها التي قتل فيه فضل شناعة".

وكان مصور رويترز شناعة قد إرتقت روحه بعدما قصفت الدبابات الإسرائيلية التي كانت متوغلة لقرية فلسطينية وسط قطاع غزة، بقذيفة أدت إلى مقتله على الفور وإصابة إثنين آخرين من مصورين تابعين لوكالات أنباء أخرى.

وتواجد محمد البابا لحظة الإجتياح، فصوّر لوكالته الفرنسية التوغل الإسرائيلي كما تعود. وقال لـ إيلاف: عندما رأيت سيارة فضل وقد دمرت في ثوانٍ بعد قصفها، أصابني الفزع، خاصة وأن صديقي فضل لا يزال بداخلها، فصرت أصور بإنفعال كبير ظهر عمقه داخل الصور التي صورتها بعد أن أدركت حتمية مقتل فضل. لقد فازت الصورة التي صورتها خلال هذا الإنفعال غير الطبيعي".

وأضاف البابا " لقد كانت الواقعة مؤلمة جدًا في داخلي، وأثرت على نفسي بشكل كبير، حتى عندما صورني أحد الزملاء في قناة العربية، كان يبدو عليّ الفزع والحزن والبكاء الشديد على مقتل زميلي وصديقي فضل".


صورة محمد البابا الفائزة بالذهبية

وكانت الصورة الصحافية (التي يظهر فيها طفل مصاب ملقى على الأرض، يصرخ أمام سيارة شناعة إلى جانب عدد من الأطفال)، قد فازت في المسابقة الدولية الأميركية لأفضل الصور الإخبارية للعام 2008 والتي تنظمها مؤسسة التحرير والنشر الإعلامية للعام التاسع على التوالي.

ونالت صورة البابا الفائزة تصويت "250000" مشارك في الولايات المتحدة في المسابقة التي تنظم بمشاركة الجمهور والنقاد، وتعتبر من أشهر المسابقات الدولية في مجال الصورة الصحافية بفئاتها المتنوعة التي تتضمن فئة الأخبار، الرياضية، القصص الصحافية المصورة، الصور الجمالية، وتضم كل منها إلى أربع جوائز مختلفة.

ويعتقد البابا أن الصورة فازت بسبب قوة البعد الإنساني الذي تحمله حيث تُظهر آلام الأطفال تحت القصف الاسرائيلى بجانب استهداف الصحافيين الفلسطينيين وهم في مهام عملهم.

وتمنى مصور وكالة الأنباء الفرنسية محمد البابا السلامة لكافة الصحافيين في العالم، مؤكدًا انه يفخر بهذه الجائزة التي لم تكن الأولى التي ينالها مصورًا فلسطينيًا. وقال "حيث سبقني أكثر من زميل، ولا يكاد يمر عام دون حصول مزيد من المصورين الفلسطينيين على جوائز عالمية".

وأشار البابا إلى أنه سيقدم إهدائه الخاص لصديقه الراحل شناعة أثناء مراسم إستلامه الجائزة في الولايات المتحدة، آملاً أن تلفت الجائزة المزيد من الإهتمام إلى معاناة الفلسطينيين، لكنه لن يكون بمقدور البابا، الذي يقطن في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، المغادرة إلى الولايات المتحدة لاستلام جائزته بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، والذي يحول بينه وبين السفر.

وإذا كان الحصار حائلاً بين المصور الفلسطيني وجائزته فإنه لن يمنع التجمعات المحلية من تكريمه، والإشادة بما قدم، حيث عبرت نقابة الصحافيين الفلسطينيين عن سعادتها بهذا الفوز، وأشادت بدوره في "فضح جرائم إسرائيل بحق المدنيين الفلسطينيين بطريقة مهنية".

وهنأ منتدى الإعلاميين الفلسطينيين، الصحافي محمد البابا بالجائزة، وأكد أن "الجائزة الذهبية التي حصل عليها، وسام على صدر كل العاملين في الحقل الإعلامي الفلسطيني، ودليل دامغ على تميز الشعب الفلسطيني وقدرة أبناءه على الإبداع رغم الحصار وكل الظروف الصعبة".

ونوه البابا أن كافة العاملين في وكالة الأنباء الفرنسية إتصلوا به من كافة بلدان العالم وهنئوه على فوزه بالجائزة. وقال " فهمت من كلام مدير عام الوكالة في باريس أن مكافأة مالية ستصلني من الوكالة لتميزي في نقل الأحداث بسرعة ومهنية".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ارحب بردودكم